السبت، 14 مارس 2009

أين وصلت الأمة في التهيئة لمشروع الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

"أين وصلت الأمة في التهيئة لمشروع الخلافة وأين وصل الحزب"

لقد حق القول بأن مشروعاً بدأ بناؤه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يظل عصياًعن الاندثار وقد حق القول بكرامة من أعاد في الأمة الحركة من جديد للنهضة بمشروع وجودها وحياتها فحق له أن يكون أهلاً للتجديد فوصل ما انقطع ، فنعم الواصل والموصول،فصل الله على الباني وارض الله عن المقتدين الواصلين .

وباعتبار أن حزب التحرير هو نبض الأمة وعينها فإن المسيرة واحده هي مسيرة الأمة يقودها الحزب بعقله وقلبه وإن من أعظم ما أنعم به الله على الأمة والحزب هو إدراكه للأمور العظام التي هي بمثابة ركائز قام على أساسها بناء الأمة وعليها تتوقف الحياة :

دعاوى التعددية بين التضليل والحقيقة

بسم الله الرحمن الرحيم
دعاوى التعددية بين التضليل والحقيقة


إن دعاوى التعددية الفكرية والسياسية إنما تنطلق من إعتبار أن حرية الرأي مسلمة لا شية فيها ، وتطرح بدهاء كبديل عن التسلط والاستبداد، في إطار تداول السلطة بين أطياف المجتمع المختلفة والمتناقضة ،بغية إشاعة أجواء احتواء الرأي والرأي الآخر، إنطلاقاً من إعتبار وإعتماد الديموقراطية ،بإعتبارها الدين البديل الذي لا ظهور إلا له !!! وفي هذا الاطار لا بد من تناول هذه المادة تناولا فكرياً للخروج من حيز التضليل، إلى جلاء الحقيقة البيضاء كبوصلة للعالم ومشعل هداية يحمله أهله دون استحياء. والدعوة للتعددية سيما الفكرية تعني الدعوة للإختلاف والتناقض، وإقرار ذلك في كل شئ في الأساس والفرع في المعتقد والعمل في المجمل والمتشابه وفي البيان والمُبيّن بدعوى أن عقول البشر متفاوتة وطموحاتهم مختلفة واستعداداتهم ليست واحدة وطرقهم وأساليبهم ووسائلهم متناقضة.

القول الفصل في وصول الإسلام الى الحكم

القول الفصل في وصول الإسلام إلى الحكم
الإسلام كاملاً هو الذي يجب أن يصل للحكم ﻻ أن يصل (الإسلاميون) وحدهم بدونه أو به مشروطاً.

إن وجود الإسلام في ارض الواقع وحمله رسالة هدى ونور للعالم يتوقف على أمر واحد لا خلاف عليه، ولامناص منه ولا خلاص إلا به وهو السبيل الشرعي الأوحد، هو الحكم بالإسلام كاملا . وعلى هذا مدار النصوص الشرعية القطعية منها والظنية ، وهو – أي الحكم - عروة الإسلام الوثقي والتي إن نقضت ضاعت ونقضت باقي العرى ،مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم : " ‏ ‏قَالَ‏ ‏ لَيُنْقَضَنَّ ‏ ‏ عُرَى ‏ ‏الْإِسْلَامِ ‏ ‏ عُرْوَةً ‏ ‏ عُرْوَةً ‏ ‏فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ ‏ ‏ عُرْوَةٌ ‏ ‏تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ" . ولما كان الحكم بهذه الأهمية في الإسلام، فقد جاءت النصوص الصريحة والواضحة تبين أحكامه وطريقة الوصول إليه. ولم يكن الأمر في الإسلام ارتجالياً أو اجتهادا ًظنيا. ًفالحكم بالإسلام وحده واجب قطعي وطريقة الوصول إلى الحكم أمر ٌنقلي شرعي وليس عقلي ،ولما كان الحكم هو التنفيذ العملي لأحكام الإسلام في ارض الواقع حتى تنتظم به العلاقات في حياة المجتمع داخلياً وخارجيا ًكان لا بد أولاً من الدعوة الفكرية في المجتمع ، وخوض الصراع الفكري بداخله كي يتوحد فكر المجتمع وفق اعتبار واحد وهو أن المصالح التي هي أساس العلاقات لا بد أن يكون أساسها المبدأ، ما يقتضي الحاجة لنظام للحكم لتنفيذ هذا المبدأ ، فالحكم بالمبدأ هي المرحلة المترتبة على إقناع الناس في المجتمع أو الفئة الأقوى في المجتمع بالمبدأ، وضرورة الحاجة إلى الحكم به ، فتبنى القاعدة الشعبية ويهيأ الرأي العام على القبول به بل والمطالبة به ، كحاجة ضرورية وهي الحاجة للحكم بالإسلام. ولن يتأتى ذلك بالنفاق لأهل الحكم، ولا يدعو الإسلام لمشاركتهم في الحكم ، واستجداء بعض المقاعد والوزارات و الادعاءً بأن هذا هو طريق الإسلام إلى الحكم. فهذا هو الزعم الباطل، وهو مخالف للعقل والشرع.

مفاهيم خطرة على الإسلام والمسلمين ، الديمقراطية

بسم الله الرحمن الرحيم
مفاهيم خطرة على الإسلام والمسلمين
الديمقراطية

إن واقع الديمقراطية وحكم الإسلام فيها غني عن البحث ، فقد أغنى حزب التحرير – ولله الحمد – عن البحث بها ، فأبان زيفها وقام بتعريتها حتى أظهر كفرها ومناقضتها في الأصول والفروع للإسلام ، فالحزب في دوره الريادي في الذود عن الإسلام قد حرص كل الحرص على أن ينفي عن الإسلام تأويل المبطلين، وهو يطمح إلى أن لا يمرر على المسلمين أي فتنة في الدين ، فظهر بذلك لكل ذي عينين بطلان الديمقراطية واقعاً في ديارها، فظهر كذب أهلها، وكفر أساسها، وزيف فروعها حتى ظهرت أسوء من شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ، ومن أراد الحجة القاطعة والاستدلال الواضح الفاضح لها، ولمن يتسترون خلفها باعتبارها نظام كفر يحرم أخذها وتطبيقها والدعوة لها حرام قاطعاً مؤكداً ، فعليه بالرجوع إلى ما أصدره الحزب في هذا الباب موجوداً في كافة مواقعه، وفي كثير من نشراته ومذكراته، وندواته ومناظرات شبابه .
وان ما نحن بصدده هاهنا ألان فهو ثلاثة أمور :

العمل الحزبي مفهومه وقيمته وضرورته

بسم الله الرحمن الرحيم


العمل الحزبي مفهومه وقيمته وضرورته


ان من اعظم ما ابتلي به البعض من الناس هي النظرة الاولية الغير فاحصة للاعمال الحزبية تاثرا بالنواحي العاطفية من مثل المطالبة بالثمار العاجلة و الغايات القربية و النتائج المادية السريعة انتقالا من الاحساس الى العمل و استعحالا يحبط العمل فلا يبقى بعده اي امل من بعد ذلك باي عمل و قد افرز هذا الواقع جل الحركات و الاعمال و المشاريع الواقعية و التي تلتصق بالواقع رغم مناداتها باصلاحه أو تغييره و مع ادعائها العمل للانتقال الى ما هو افضل منه ما ادى تاريخيا الى اطالة عمر الواقع الفاسد و محاصرة اي جهد حقيقي الذي هو وحده القادر على التغير الجذري الحقيقي . وان الانشغال بالعرض عن سبب المرض فيه الدعوة لاستعجال النتائج الظاهرة و الغايات القريبة مع انه في الواقع يؤدي الى استفحال و انتشاره وصعوبة علاجه و هكذا المجتمعات المريضة .

التداول السلمي للسلطة كإفراز للديمقراطية هو مساواة للحق بالباطل وحائل دون عودة الإسلام للحكم

بسم الله الرحمن الرحيم
التداول السلمي للسلطة كإفراز للديمقراطية
هو مساواة للحق بالباطل وحائل دون عودة الإسلام للحكم


لما كانت السلطة هي المنعة والقوة والسلطان الذي تحفظ به الأمة كيانها وتمارس من خلالها حقها في تطبيق مبدئها وحمله للعالم وتصون من خلالها أهدافها العليا وتحقق حقوقها فيحق الحق ويبطل الباطل . فتكون هذه السلطة حينئذ هي نتاج سلطان حقيقي مصدره هذه الأمة فتكون حينئذ السلطة سلطة أمتها بها ولها، أما إذا كانت السلطة سيفاً مسلطاً على الرقاب سلطة جباية لا رعاية وسلطة قهر وفقر لا سلطة عزّ وغنى تكون هذه السلطة هي سند عدو الأمة يستعبدها بها .

أضواء على التحرير الحقيقي

بسم الله الرحمن الرحيم
أضواء على التحرير الحقيقي – مفهومه و مشروعه وأهله




لا يمضي يوم ويأتي الذي يليه إلا وحاجة العالم - وبخاصة المسلمين - إلى التحرير أشد، وثمن تأخّره أغلى يدفعه العالم من دمه وماله وأمنه؛ فالشر مستطير ويزداد والظلم في ازدياد والاحتلال والقهر والاستعباد في اضطراد ليستوي في ذلك كل بقعة من بقاع العالم وان كان أظهر ذلك جلياً واضحاً في بلاد المسلمين، وذلك لسبب واضح واحد ألا وهو أنّ أهل الشرّ يوقنون أن المسلمين هم أهل تحرير العالم من الكفر وأدارنه، والمسلمين هم قادته وحملة لوائه، يراهم قادة الكفر رأي العين بالمجهر المكبر يرصدون حركتهم فيندهشون من حرارتهم وإصرارهم لتحقيق غاية مسعاهم ، فينقمون عليهم ويحاربونهم لكي يحولوا بينهم وبين ما يرنون إليه بأفئدتهم وأبصارهم . في الوقت نفسه فإنّ من المسلمين أناس لا بأس بهم لا يعلمون ما هي مسؤوليتهم، ولا يدرون أنّهم أهل التحرير، وبينهم قادتهم يسعون بينهم ومعهم لبلوغه فيهم وتحقيقه للعالم من خلالهم . فلؤلئك تبصرة ولمن يسيرون على خطى التحرير الحقيقي طمأنينة، ولمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد تذكرةً ، أُلقي أضواء اسأل الله أن تنير بنوره عزّ وجل درباً حُق له أن يراه المسلمون، وأن يتواصلوا به، ويسيروا من خلاله أجمعين لترفع عنهم الغمة، ويرضوا رب العالمين ليدخل الناس أجمعين في ظل الإسلام، أو ظل حكمه. فيتحرر العالم كلّه من الشرّ بالخير من رب العالمين. فلا بد أولا من بيان مفهوم التحرير الحقيقي، وثانيا مشروعه المبدئي، وثالثا قادته والسائرين عليه، ليكون بذلك بلاغاً حسنا لأهله، علّه يوقظ نائما، أو يثبت متردداً، أو يزيد السائرين على الحق طمأنينة وحقاً.

الحاجة لمقاييس الاسلام حاجة وجودٍ وصدارة وإلاّ فناء

بسم الـلـه الرحمن الرحيم


الحاجة لمقاييس الاسلام حاجة وجودٍ وصدارة وإلاّ فناء


تنشأ الامة صاحبة الرسالة طبيعيا وحتميا، وفق مقاييس محددةٍ ضمن اعتبارٍ واحدٍ فقط، ألا وهو، أن تكون الرسالة والمبدأ هو ماؤها، وغذاؤها، وهواؤها، فعلى أساسها وجدت وبها تبقى وتعز، ومن اجلها تحيا وتبقى وبغير ذلك الفناء.


إن أمهً كأمة الإسلام عمرت وأثمرت نحو ثلاثة عشر قرناً لم تجتمع يوماً على ضلاله، لهي أمه ليس لها مثيلاً بين الامم ولم يشهد التاريخ لها شبيهاً في حياة البشر، ما يوجب البحث عن كل سببٍ وراء عظمةِ أمةٍ هي خير أمة أُخرجت للناس من بين البشر . وان البحث في ذلك وعنه لهو من أعظم ما يُقصد واغلى ما يثمر ويحُضن ، وبين يدي البحث اقول أن الحياة لا تخرج عن وارث وموروث ، وان جماع الخير إما أن ينشأ ابتداءً ، فهو خير واعظم ما يُورَّث أو خير ما يُورث. وإن أعظم ما تتفطر منه القلوب كيف انحدرت أمة عظيمة نادرة مثل أمة الإسلام عندما تهاون الاحفاد بتركة الآباء والأجداد حتى قاربت بسبب ذلك على الفناء ، لنعلم بذلك عِظم التركة وعظم الأمانة والمسؤولية. إن عِظم الامانه وحمل المسؤليه واعباءها يحتم علينا أن نحيط بالتركة العظيمة، هذه من اطرافها وان لا نفرط بشيء منها قيد انمله ولا اصغر من ذلك. وللاحاطه الواجبه تلك؛ لابد أن يكون البحث عن دراسة وإنعام نظر واستقصاء لكل أمر دق أو جل، صغر أم كبر ، فقد نرى هيناً وهو عند الله عظيم فلا يهونن علينا شىء من هذه الرسالة فيوهننا كما لا يهولننا شيء منها فيحطنا ، وهذا هو أول سبب لا بد أن أن نؤخذ به إن أردنا لانفسنا وامتنا كل خير .

لا قيمة للثوابت ولا تحفظ ولا تتحقق الا بالعقيدة

بسم الله الرحمن الرحيم


لا قيمة للثوابت ولا تحفظ ولا تتحقق الا بالعقيدة


لقد اقتضت حكمة الله عز وجل ان يرتبط وجود الانسان في هذه الحياة بسلم يرتقيه حتى يصل الى اعلى درجات المرتقى ، وقد جعل له الاختيار في الارتقاء الى اعلى الدرجات او الانحطاط الى اسفل دركات الحيوان وذلك بالعقل. وقد اوجد في الانسان حاجات ودوافع فطرها على الحاجة الى نظام ورسالة من رب العالمين لضمان السير نحو السعادة وهروبا من الفوضى والانحطاط والتخبط في العيش ، يقول عز وجل "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " الجمعة 2 . وعليه فإن الحاجه الى نظام الله موجوده وبالعقل يتم الاختيار والفهم ، أما اذا كانت الحاجات هي المسير للعقل والموجه له كيفما اتفقت فإن هذه هي اولى خطوات الانتكاس والانحطاط، ذلك ان السير وفق الميول وما تحتاجه يدفع العقل الى الانتكاس بانتقاله الى التفكير في الاشباع آلياً دون البحث في الطريق المستقيم والسلوك القويم يقول الله عز وجل " وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ " القصص 50. وقد اقتضت حكمة الله عز وجل ان لا تخرج الحياة عن ثوابت تكون بمثابة مرتكزات واسس يستطيع الانسان من خلالها اقامة حياته بثبات في اتجاهه نحو السعادة والعيش الكريم، والغاية من الثوابت امران ، اولاهما الثبات على الغاية المحققة للسعادة والثاني الثبات على مقياس للاعمال يضمن على الدوام تحقيق غاية مسعاه، يقول عز وجل " أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " الملك 22.

التكاليف الخاصّة بين العقليّة والنفسيّة

بسم الله الرحمن الرحيم

التكاليف الخاصّة بين العقليّة والنفسيّة


لقد جعل الله التفاوت في العقول والطاقات بين الناس قَدَراً مقدورا، وقد أنعم على أناسٍ ببسْطةٍ في العلم والجسم، وفي الإحساس المُرهف والاستعداد الدائم بالهمم العالية والنَّفَس الطويل والصبر والجَلَد؛ ما يجعلهم محلَّ القيادة ومحلَّ الاختيار للمهامِّ الجِسام والخَطِرة، والتكاليف الخاصة. ونحن لسنا هنا بصدد البحث عن الأمور الفطريّة بقدر البحث عن الأمور المُكتسَبة، والتي من شأنها أن تُكثّر الخير في زمنٍ الحاجةُ إليه ألحّ، والتّعطش إليه أشدّ. فكيف تُرفع الهِمم وتُقوّى الاستعدادات، ونرقى بالإحساس إلى حدٍّ يزداد فيه المُستعِدّون والمسرعون والمتحفِّزون إلى قبول أشد التكاليف وأخطرها، غير آبهين ببطشٍ ولا بظَلَمة ولا بظُلمة، ولا ببُعد الشُّقّة أو المشقة، منشرحةً صدورُهم يُقبِلون إقبال من لا يعرف الإدبار، يسرعون لا يعرفون الإبطاء، ويعزمون لا يعرفون التردّد، يستمدّون كل ذلك من إحسان التوكل على الله.

السبت، 7 مارس 2009

وحدتنا حقٌ شرعيٌ لنا ...بها نرفعُ مظلمةَ التجزئةِ عن أمتِنا

بسم الله الرحمن الرحيم

وحدتنا حقٌ شرعيٌ لنا
بها نرفعُ مظلمةَ التجزئةِ عن أمتِنا


الوحدة هي أن يصبح المتفرقون كواحد رأياً أو قولاً أو عملاً أو جميعها معاً، وهي تنشأ فطرياً بدافع إنساني لطبيعة تكوين الإنسان والتي تقوم على النقص والاحتياج إلى الغير وعليه ترتفع وتقضى حاجته ويسد نقصه كفرد بالتحامه مع ثان ،ومع ثالث يكون أقدر ، وهكذا يصبح الجميع على رأي رجلٍ واحد، فيصبحوا سنداً وسداً منيعاً ، قادرين على قضاء حوائجهم والقيام بمهامهم التي كانوا لا يقوون عليها متفرقين .

فالوحدة قوة بديهياً وهي صنو الرابطة أيُ رابطة وهي لازمةٌ لها لزوم الروح للحياة فلا حياة بدون روح ولا وحدة بدون رابطة، فوحدة العائلة تقوم على الرابطة العائلية، وكذلك الوطنية والقومية والعقائدية المبدئية، وعليه فان مسعى الإنسان للوحدة فطري وهي إما أن تظل على الأساس الفطري أو تنشأ على أساس عقائدي، فالرابطة الوطنية تنشأ عنها الوحدة على أساس وطني ، وأقل منها الرابطة الأسرية التي تنشأ عنها الوحدة العائلية وهي لحمتها ترتفع بها لإنجاز حاجاتها وهي تصرف الطامعين والمغرضين ما بقيت، وكذلك الوحدة على أساس قومي إلا أن الوحدة على هذه الأسس منشأها عاطفي فحسب فهي سهلة التعرض للزوال وللقضاء عليها بزوال الأمر العاطفي وبعبارة أخرى فان الوحدة على هذه الأسس تفقد زخمها بسهولة المساومة عليها.

حامل الدعوة وسّّلم القيم إيجاداً والتزاماً


بسم الله الرحمن الرحيم
حامل الدعوة وسّّلم القيم إيجاداً والتزاماً

إن أعظم قيمة يسعى لها الإنسان على الإطلاق هي السعادة بطمأنينتها الدائمة, وفي سبيل ذلك يبحث عن كل المقاييس والمفاهيم التي تحقق له ذلك, ومن البديهي أن وجهة النظر في الحياة هي الأساس الوحيد الذي يحدد المقاييس والضوابط التي تؤدي لتحقيق هذه القيمة العظمى(السعادة). والواقع أن بمقدور الإنسان إن يصل بفكره المستنير للحل الصحيح للعقدة الكبرى ما يضمن حل جميع العقد الصغرى في الحياة بما يضمن انتظام العيش في الجماعة والفرد ضمانة تحقق السعادة ومن المؤكد أن ما يصل له العقل في هذا الصعيد هو أن لا غنى عن نظام الخالق عز وجل لإقتضاء الحل الصحيح ذلك حيث يقوم على أن هناك خالقا للحياة والكون والإنسان وهو المدبر لها حيث لا تنتظم انتظاما يكفل السعادة إلا بنظامه وبما أن البعث حتمي والحساب والجزاء حتمي فان السير على نظام الخالق ضرورة حتمية لضمان السعادة بإذنه والرضوان بمشيئته نعم هذا هو الحق والحقيقة, غير أن البشر قد اختلفوا اختلافا كبيرا وقد تبلور اختلاف البشر منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا على ثلاثة أوجه : الأول -وهو الصحيح- هم الذين اتبعوا الرسالات -وآخر رسالة والخاتمة الجامعة هي الإسلام الذي يقوم على أن هناك خالق ومدبر-، وأما الثاني فيقوم على فصل الدين عن الحياة وأما الثالث فيقوم على أساس جحود الخالق والدين. ومهما يكن من أمر فان البشر وان اختلفوا بوجهات نظرهم وذلك باختلاف نظرتهم للحياة إلا أنهم مجمعون على مسلّمة واحدة الكل يدعي العمل من اجلها وهي السعي من اجل إيجاد القيم التي من شأنها أن تنظم الحياة للفرد والجماعة بما يحقق للفرد والجماعة أعظم قيمة على الإطلاق وهي السعادة وقد اجمع الجميع على اعتماد المقاييس والمفاهيم التي تؤدي لذلك, إلا أن الأكثر بداهة اليوم هو أن الإسلام وحده هو الكفيل بتحقيق السعادة واقعا وهذا ما يلاحظ تاريخيا من جهة وإفلاس المبادئ الأخرى وعجزها عن حل مشاكل الحياة وتنظيمها بما يكفل السعادة من جهة أخرى.

أجواء جماعة الحزب و الدولة أجواء حفظ والتزام


بسم الله الرحمن الرحيم
أجواء جماعة الحزب و الدولة أجواء حفظ والتزام .

إن من أعظم ما يسعى إليه المرء ويجتهد في تحقيقه هو أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما طيلة حياته سيما أمام تحدي الطاقات الحيوية بمظاهرها الكثيرة و المتجددة مع استمرار الحياة إضافة إلى تحدي المثيرات المتنوعة في ظل ظروف بنيت بدهاء من الكافر يركض فيه الإنسان وراء الحياة كما يركض الوحش في البرية هذا كله بالإضافة إلى شياطين الإنس والجن اللذين يقعدون بكل مرصد كحجر عثرة أمام أي التزام وكمنزلق فتنة تهوي إلى أسفل الدركات. مصداقا لقول اله عز وجل " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ "وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) وقوله (الا إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله الجنة ) .

بالرغم من كل ذلك فان الله عز وجل قد جعل لكل شيء سببا و ان كان عاليا ومنيعا و بفضله مخرجا , فما هي الأسباب التي نفر بها إلى حب الله ورسوله ونجعلهما أحب الينا مما سواهما ؟ .

القرار عقلية ونفسية

بسم الله الرحمن الرحيم
القرار عقلية ونفسية

عندما يحمل الشاب الدعوة فإنّه يحملها بروح الجماعة ولا يحملها بفرديّته ، فكان دخوله في الحزب له واقع معين ذو تنظيم محدد ُفرض بناء على طبيعة مادة الدعوة و على طبيعة العمل كونه جماعيا لا فرديا . لذلك كان لطبيعة الدعوة التي قام علها التكتل وللإمارة التي تحيط وتسيّر عمل التكتل أثر بارز في تحديد الأعمال التي يُقام بها وطبيعتها ونوعها وحكمها . فلا يُقام بأعمال حمل الدعوة هكذا جزافا ، وإنّما لا بدّ من أنْ تستظل أعمال الدعوة وأن تعيش وتتحرك وتسكن تحت ظلال الإمارة والتنظيم القائم . وكما أنّ في الطاعة ضمانة فإنّ في حكمة اتخاذ القرارات ايضا ضمانة لا غنى عنها . فالأمم والشعوب والجماعات عاشت وتعيش وستعيش حياتها بلا غنى عن القرارات ، لا بلْ بعرفٌ العقوبة الصارمة على مَن خالفها . ومِن هنا جاءت أهمية القرارات في حياة أي جماعة أو حزب. لذلك كان لا بد أنْ يكون كل مَن يعمل بروح الجماعة مدركا لواقع القرارات من عدة وجوه : من جهة أن لا اجتهاد في تنفيذ القرارات ، التوقيت المحدد لتنفيذ القرار، الشمولية في تنفيذ القرار ، الغاية من تنفيذ القرار..... .

حقيقة أعمال المقاومة وموقعها من الأعمال الضخمة لمشروع التغيير الكبير

بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة أعمال المقاومة وموقعها من الأعمال الضخمة لمشروع التغيير الكبير

إن الحقيقة الغائبة أو التي أريد لها أن تطمس وتغيب هي إن ما تعانيه أمة الإسلام من إحتلالات عسكرية في كثير من البلاد إنما هي ثمرة أو قل عرض لما تعانيه من إحتلالات فكرية وثقافية وسياسية واقتصادية في كل بلادها دون استثناء وهذا وكله كان ثمرة جهود مضنية جبارة طيلة عشرات العقود واصل بها مفكرو الكافر المستعمر وأحزابهم وحملاتهم التبشيرية والفكرية والسياسية وباستخدام أبناء من المسلمين ضبعوا بثقافتهم في الفترة الأشد من الضعف الفكري الذي عانت منه أمة الإسلام فوصلوا ليلهم بنهارهم لينالوا من عنوان هذه الأمة وعزها وشرفها ويستأصلا شافتها وذلك بقضائهم على سبب وحدتها وقوتها بالقضاء على دولة الخلافة.

الإرهاب مفهومٌ مضلل ضد الإسلام و حملته

بسم الله الرحمن الرحيم
الإرهاب مفهومٌ مضلل ضد الإسلام و حملته

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و على آله و صحابته و من تبعهم، اللهم و جعلنا ممن تبعهم، و بعد:
أيها الأخوة إننا نؤمن يقيناً بأن الله هو أصدق القائلين و أن قوله الحق، و أنه قد حذرنا ملة من الكفر تحذيراً يوجب الحيطة، وجوباً يديم اليقظة و يشد العزيمة للرد على كيد الكافرين لحراسة هذا الدين و أهله، يقول الله عز و جل } وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ْ{ فهذه هي الحقيقة، فالكفار لا يعترضون على غزونا لعقر دارهم حاملين لهم الإسلام رسالة خير فحسب، و لا يعترضون على أن نطبق أحكام الإسلام على أنفسنا فحسب، بل غاية مكرهم هي أن ترتد أمة الإسلام بجملتها عن الإسلام، قال الله عز و جل } وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ْ{ْ إننا نقرأ آيات الله تترى و هي تحذرنا و تشد ذاكرتنا على مكرهم و تربصهم بالإسلام و أهله، حيث قال عز وجل } وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ْ{ ْ و قال } وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ْ{ْ و قد نطق التاريخ كما الحاضر الأليم عن دفع أمة الإسلام أثماناً باهظة بدمائها و مهج أرواح أبنائها و أعراضهم، بدءاً باعتدائهم على شخص الرسول الكريم r و مروراً بإيجاد رأي عام ضد دعوة الإسلام فقد ادعوا بأن الرسول ساحر و كاهن و شاعر و أجمعوا زوراً على أنه يفرق بين المرء و زوجه و أجمعوا على وصفه و صحابته بأنهم صابئة و بعدها عملوا على تأليب الرأي العام ضد الدولة و جيوشها و ضد الجهاد تارةً باستحلال الدم في الأشهر الحرم، و تارةً بأنه همجية و اعتداء على الغير و الآن يخرجون علينا بفرية الإرهاب و التطرف ليحولوا بين الإسلام و التطبيق و بين الأمة و النهوض و لكي يحولوا بين العالم و التحرر من الرأسمالية البغيضة اللعينة، و مثاله ما تحيكه دول الكفر الآن، أمريكا و بريطانيا و فرنسا.