الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

لقد آن أوان الإسلام فقد استغلظ واستوى على سوقه وبدأ عصر الخلافة من جديد

لقد آن أوان الإسلام فقد استغلظ واستوى على سوقه وبدأ عصر الخلافة من جديد
ان حياة الأمة صاحبة الرسالة ترتبط برسالتها وذلك في نشوءها وصدارتها ونهضتها أو رجوعها وفنائها واندثارها وان عادت فلن تعودا سيرتها الأولى إلا بالرسالة والمقصود بالرسالة هو الإسلام كاملا باعتبار حقيقته عقيدة وأنظمة شاملة لجميع مناحي الحياة سواء في تنظيم الفرد أو المجتمع والدولة داخليا وخارجيا مبدءا كاملا مستغنيا مصداقا لقوله عز وجل: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) سورة الجمعة آية 2.



ولقد بدء الإسلام غريبا طريدا في وحشة الجاهلية يخشى حملته وهم قليلون مستضعفون ان يتخطفهم الناس إلى ان آواهم الله وأيدهم بنصره وكانت التجربة الأولى غريبة مريرة تتقاذفها أمواج متناقضة و فتن عمياء مظلمة بين بطش وتكذيب ومنح وتشريد ورغم كل الوسائل المادية والدعائية إلا ان دعوة الإسلام ظلت فكرية تتفاعل مع المجتمع إلى ان تكونت فئة ذات قوة وقاعدة شعبية لا ترضى غير الإسلام دينا ودولة وعيشا ورسالة بها يحيون ولأجلها يحيون ومن اجلها يموتون, ولقد انعم الله على أهل الإسلام وحتى من يستظلون بظلال دولته وفي كنف أمته بالطمأنينة والعدل ورغد العيش ...وبالمقابل فقد ظل الصراع المرير بين الإسلام والكفر ردحا طويلا من الزمن- ولا زال- عبر عصوره الثلاثة السابقة : إبان عصر النبوة فكريا ثم اضيف له الصراع الدموي وإبان عصر الخلافة والوراثة حتى تم القضاء على كيان الإسلام السياسي وهدمت الخلافة جراء تركيز عملية الهدم الفكري والذي تعرضت له لمئات السنين وكان يستهدف الإسلام باعتبار كون عقيدته قيادة فكرية وسياسية توجب طرازا خاصا من العيش تتجسد فيه العبودية لله , وظل هذا الاستهداف وتضمّن مواد وبدائل للحيلولة دون عودة الإسلام حيا في فكر الأمة ونظرتها لمستقبلها , وذلك من خلال بذر روابط الشقاق ومشاعر الفرقة فاثأر الوطنيات والقوميات ومشاعر الانتماء للإباء والأعراق وتمخضت عنها تقسيم بلاد المسلمين إلى دويلات عليها طواغيت يبطشون ويظلمون ويحكمون بالجبت والطاغوت وظل الحال المرير هذا إلى ان استدارت دورة الشر وبدأت دورة الخير وبدأت تدب في الأمة الإسلامية الحيوية وذلك ابتدءا من منتصف القرن العشرين على يد مجموعة من شيوخ فلسطين من الشام سند الإسلام وكانت نواة الخير على يد الشيخ القاضي والمجتهد تقي الدين النبهاني رحمه الله فبدأت حركة الأمة تتصاعد وعيا وصحوة حيث تم التركيز من قبل هذه الثلة والتي تحولت إلى جهد جماعي تجسدت في حزب تجسد فيه مبدأ الإسلام فقام على أساس فكرته وطريقته ليعيد سيرته كمشروع رسالة في امة خيريتها ورفعتها هي باحتضانها وتطبيقها وعيشها بهذه الرسالة وحملها للعالمين. وكان لهذا الجهد عبر عقود الأثر البالغ على وعي الأمة والتفافها حول مطلب الحكم بالإسلام ونبذ شرائع البشر وما يحكمون وقد كان سباقا ورائدا في دعوته للإطاحة بهذه الأنظمة والتي أهلكت الحرث والنسل . وقد تعرضت هذه الدعوة لكافة المبادئ الموجودة وقد بينت زيفها وأثرها في شقاء العالم وللحق والتأريخ فانه يحسب لهذه الدعوة السبق في ذلك وهي تدعو العالم إلى العيش ضمن أنظمة الإسلام في وقت مبكر ومنذ عشرات السنين كي تهرب البشرية من نار الرأسمالية وشقائها نحو عدل الإسلام ونعيمه .
ان الغرب الكافر يرقب حركة الوعي في الأمة الإسلامية ويرى بلوغ الإسلام في مرتقى تطلعات الأمة في اغلب مناطقها المفصلية في الرأي العام وما محاولة التدليس على المسلمين بدعوى الديمقراطية والتعددية والدولة المدنية وما الأعمال المستميتة لزج الحركات التي تدعي أنها إسلامية أو هي إسلامية اسما وهي تنافح عن دعاوى الغرب الكافر فعلا وهي تدعو بدعاوي الغرب ما كل هذا إلا إرهاصات تشير إلى حالة اكتمال أو شبه اكتمال في دائرة نضج المشروع الإسلامي الضخم وهو العودة الراشدة إلى الحكم بالإسلام بشكل شامل وباعتباره البديل الحضاري للبشرية وهي تنتفض في حالة عالمية ضد الحضارة الرأسمالية العلمانية الديمقراطية .
ان هذه الشهور بل و الأيام التاريخية التي نعيش هي أيام فاصلة تعيش فيها الرأسمالية العلمانية الديمقراطية ترنحها ورفض العالم لها من جهة وفي المقابل فان صعود الإسلام الخالص بالمفهوم الحضاري الشامل لكافة مناحي الحياة كبديل للبشرية جمعاء, وهذا الحال وهذه الفرصة الكبيرة تضع المسلمين أفراد وجماعات وأمة صاحبة رسالة أمام أماناتها التي حملها الله وستسال عنها وقد بدأت الأمة حركتها الأولى بثورتها على أعمدة العصر الجبري في بلادها كخطوة أولى في طريق تحررها بالإسلام وحده لا بفتات ما تلفظه البشرية وتثور عليه من رأسمالية وديمقراطية ودولة مدنية علمانية يسعى أهلها للانعتاق منها .
ان ما يسمى بالعالم الحر أو العالم الأول والثاني يثور ضد الرأسمالية وملحقاتها تلك الأمور التي ينادي بها ويلقفها حركات من المسلمين ممن ضبع بالغرب وحضارته المترنحة وللأسف منهم حركات إسلامية (معتدلة) وما اعتدالها إلا دخن ادخل على المسلمين كعثرة لهم وهم يشقون طريق التحرير لهم وللعالم من ربقة العصر الجبري ومسبباته ومن هم وراؤه من دول الكفر الرأسمالية الديمقراطية فما على الأمة الإسلامية إلا ان تنتبه لما بينها من دخيل ودخن فتطرده ولا تقبل إلا من هم منها ومن دينها الخالص النقي الشمولي ولا يجوز لها وهي تحمل أماناتها إسلامها عيشا به وتطبيقا له وحملا له كمشروع حضاري بديل عن الرأسمالية الديمقراطية. وما عليها إلا ان تنبذ كل من يقف أمام عجلة القاطرة ليذهب هباءا منثورا من أمام عجلة التاريخ أو ان يعود إلى مسعى أمته ويسعى معها سعيها وهو مؤمن ذلك خير لهم لو كانوا يعلمون.
إننا ونحن نذكر الدخن في مسيرة امة عظيمة وحضارة عريقة آن أوان عودتها لإسعاد البشرية يبكينا ويحز في نفوسنا ان يقف أمام هذه الحالة التاريخية في تحول العصور وتبدلها بعض هذه الحركات الإسلامية وبعكس تيار هذا المشروع وهم يدعون بكل سفور للديمقراطية والدولة المدنية العلمانية وتترك حكم الله ودستوره وراء ظهورها وما التصريحات والمواقف العلنية من حركة الإخوان وحركة النهضة عنا ببعيدة و تصب بكل جرأة في محاولة لتصديع مشروع أمتها الحضاري وهو لخلافة الراشدة على منهاج النبوة وإننا ندعو نأمل بان يسمعونا ونحن نبشر العالم المنتفض ضد الرأسمالية بان الخلافة والإسلام هما أملكم وسعادتكم واعلموا بان هذا القدر المحتوم هو فرض الله العظيم ووعده الصادق القاطع وبشرى نبيه المصطفى الأمين ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
(إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) الأعراف.
سعيد الاسعد
2011/11/02 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق