الخميس، 16 مارس 2017

العزلة


العزلة
    العزلة هي المفارقة , والتنحي, ومجافاة الناس, جاء في لسان العرب " والعُزْلةُ الانْعِزال نفسُه، يقال: العُزْلةُ عِبادة. وكُنْتُ بمَعْزِلٍ عن كذا وكذا أَي كُنْتُ بموْضع عُزْلةٍ منه. واعْتَزَلْتُ القومَ أَي فارَقْتهم وتَنَحَّيت عنهم" انتهى
·        والعقلية الاسلامية ترى العزلة من خلال مفاهيم الاسلام في التمايز والمفاصلة بين الحق والباطل , ووجوب اعتزال الباطل والمنكرات والفتن , وضمن مفاهيمه في التغير ووجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, والقول بالحق في كل ظرف, والنصيحة لكل مسلم والمحاسبة لكل مسؤول , وحمل الدعوة في المسلمين وغير المسلمين .يقول عز وجل ﴿وأعتزلكم وما تدعون من دون الله﴾ [مريم/48] ويقول فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴿٤٩﴾ ويقول ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ﴾ التوبة . ويقول صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) ويقول عز وجل (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) الانعام وقوله (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) التوبة
·         وهي – أي العزلة - مخالفة للفطرة ؛ فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه, يحب الالفة , ويختلط مع غيرة فيقضى مصالحه , يأخذ حقه ويؤدي ما عليه , وانما تنشأ المجتمعات بالعلاقات الدائمة؛ وهي مجموع الافكار والمشاعر والانظمة والناس والتي ومن خلالها يتم التأثير والتغير . وحاجة الانسان واتصاله بغيره قائمة منذ آدم عليه السلام والى يومنا هذا بلا خلاف بين البشر. وبهذا تكون العزلة  مخالفة لحاجة الانسان وفطرته, قال تعالى : ( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) .
·         وبالمقابل فقد حرص الاسلام على بناء الروح الجماعية - وهي نقيض العزلة - وجعل  ذلك مسؤولية الفرد والجماعة  والدولة,   فقد جعل كل مسلم على ثغرة من ثغور الاسلام , وقد جعل صمام الامان في ذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, وجعله فرض من اعظم الفرائض . وجعل الدين النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم, وكل ذلك يتناقض مع العزلة , بل تعد العزلة آفة ومصيبة ازاء هذه الحاجات الماسة , في بناء المجتمع وصيانته والحيلولة دون انتكاسه , وفي الوقت الذي قدس فيه المبدأ الرأسمالي الفرد واعطاه مطلق الحرية حتى اصبح في عزلة عن مجتمعه يؤثر نفسه ويقدم مصلحته حتى انتشر الفساد وازداد. الا ان الاسلام اعطى الفرد حقة باعتباره جزء من جماعة يقوى بها وتقوى بحراسته  في نسيج منتظم وانسجام تام يراعي فيه الكل والبعض رقابة الله عز وجل, فلا يكتمل ايمان المؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه , والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص و الجسد الواحد, وتخشى الجماعة والحي اذا كان من بينهم أمرؤ جائع ان تبرا منهم ذمة الله ...وهذا الحال لا يتحقق بالعزلة وانما يكون بالاهتمام بأمر المسلمين والسعي في حاجاتهم وبالوقوف على حدود الله وحراستها, انظر قوله صلى الله عيه وسم ((مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا)[رواه البخاري عن النعمان بن بشير]. وليس لأمر هين يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قَال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ).... والصبر على اذى الناس لا يكون الا بالصبر على امرهم ونهيهم ونصيحتهم من اجل تقويم اعوجاجهم وتغير احوالهم على نحو يرضي الله ورسوله , وهنا يكون الابتلاء والتمحيص والصبر, وهنا لا بد لنا من الانتباه على ان العزلة المنكرة في المفهوم الشرعي , تكون بقطع الاختلاط والاتصال بالناس لدعوتهم الى لخير وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. وليس أي اختلاط او أي اتصال دنوي فرب تاجر يمضي ليله ونهاره في الاسواق وبين الناس , الا انه لا ينصحهم ولا يدعوهم ولا يأمرهم او ينهاهم فهو في عزلة , لأنه لا يقوم من مقامه لخير الدنيا والاخرة . وأما الرجال الذين يصلون ليلهم بنهارهم قد لا يخالطون الناس لدنياهم ويقومون ويخططون لخير المسلمين ويدلون على الخير, فيكونون حراسا امناء للإسلام يظن البعض انهم في عزلة الا انهم على العكس من اولئك فليسوا سواء بل هم بذلك ابعد ما يكونون عن العزلة , وان لم يراهم الناس في اسواقهم . ومن شدة الحرص قال نبينا ("لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجةٍ وأشار بأصبعه أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين" وكم من حاجة من امهات الحاجات قد تكون بالسر لا بالعلن؟؟.
·          ان عزلة المسلم لا تكون الا في حالة واحدة ضمن مفهوم وجوب أن يعصم نفسه من الفساد والاثم والفتنة فيكون المسلم حلس بيته ولا يسعه الا بيته ويكسر سيفه .ولكن بالمقابل والاهم من ذلك هو السعي والاندفاع لوأد الفتنة والسعي لتغير المنكر وتغير الفساد كيف لا وهو يرى ان دار الكفر في الارض كلها يجب ان تتحول لتصبح دار اسلام , وليست القضية ولا تنتهي المهمة ان يهرب المسلم من الواقع بحجة فساده وخشية افتتانه به !!! بل الواجب عليه ان لا يقبل العيش في مستنقعات الفتن والكفر والرذائل فيعتزل من الواقع أدرانه فلا يجعله مصدر تفكيره ويقوم عليه فيضعه موضع تفكيره لتغيره .
·        وعليه فان العزلة هي حالة غير طبيعية تعتري الفرد استثناءا: اما لخلل فيه تجعله سلبي يعيش نشازا, او لخلل فيما حوله لا يقوى على إصلاحه بمفرده , فينفر منه. والحالة الأولى تجدها فيمن ينفر من النور ويهوى الظلمات فهي مهلكة. واما الثانية بعكسها ومثال عليها عندما اعتزل صلى الله عليه وسلم قومه قبل بعثته وهم في ظلمات الجهل والجاهلية وكان يتحنث في الغار. ومن قبيل هذا ما حصل مع نبينا ابراهيم عندما اعتزل قومه وما يدعون من دون الله. وهنا قضية في غاية الاهمية وهي ان العزلة عن الجاهلية او الظلمات انما هو مفاصلة , لا هروبا ولا رضى بالواقع او استسلاما له , وهي حالة للوثوب والاستعداد للبذل والتضحية والولوج في الجماعات والمجتمعات بغية تغيرها بتبديد الظلمات واشاعة النور وهذا هو عين ما حصل مع الانبياء وخير شاهد على ذلك قوله عزو جل ( يا ايها المدثر ) ويطلب نقيضها وهو( قم فانذر) فلا عزلة ولا راحة عند التكليف .
·        ان الامة الحية لا تعرف العزلة ولن تجد فيها بذارها, والأمة صاحبة الرسالة الخالدة لهي اكثر حيوية على الاطلاق , فالدعوة للإسلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مكونات خيريتها والدافع والمحرك لها على الدوام . والعزلة بضاعة أعدائها وفيها مقتلها وان وجدت تكون أمارة انهيارها او انحطاطها. وان الامة صاحبة الرسالة  كلها يقظة وانطلاق داخليا تحافظ على بقاء مبدئها حيا في حياة الفرد والدولة والمجتمع , وخارجيا تنطلق بالاتصال بكافة الاشكال وعلى نحو لافت مؤثر تظهر فيه عظمة مبدئها وقوة تأثيره في العلاقات الدولية تسير تصاعديا لتحقيق الغاية القصوى .
·        وتظهر العزلة في الأمم والشعوب الضعيفة حيث الياس وانعدام القيم وعدم وجود غايات وطموحات بعيدة ترتبط بها ارادت صلبة وعزيمة اكيدة وهمم عالية وثقة قوية بالنصر والرفعة حيث تشكل كل هذه الأمور دافعا ومحركا للاتصال والتحرك والاندفاع لقيادة العالم .
·         وان كان اهل الباطل والظلمات قد رفضوا العزلة والانغلاق والانكفاء فيحملون الشر ويخربون العالم يقطعون افاق الارض لأجل ذلك, فإننا –والله- الاولى في ترك العزلة والانغلاق والانكفاء يقول عز وجل (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الانعام , وإن من أبلغ ما قيل ( و الفكر لا يطيق أن يكون حبيسا ) فكيف به إذا كان هو الدين الحق ؟ و ان الحق قائم برجاله وهم به اشد ساعدا واعلى همة واجزل عطاءا , فلا يرضون بالدونية و يمقتون العزلة , فلا تحدهم اوطان ولا تقيدهم قومية ونظرتهم ليست اقليمية بل وعيهم هو بالنظرة العقدية للعالم ومن زاويتها باعتبارها القيادة الفكرية الصحيحة ,
·        وان كانت العزلة يأباها من يدعو لوطنية او قبلية او قومية او أي جاهلية الا ان العزلة ابعد وابعد عمن تربى على المبدئية وهمه وقضية وجوده هي ظهور الاسلام على الدين كله بعد ظهوره في سلطان ودولة . نعم نحن امة رباها نبيها على ان تبلغ بدينها ما بلغ الليل والنهار, وانه لا يرضيها الا ان يعز الاسلام فيما زوى الله لنبيه من الارض مشارقها ومغاربها, فكيف بنا والحالة هذه ان يتسرب لنا مجرد التفكير بالعزلة ونحن بهذه المكانة ونقتعد تلك المنزلة ؟!!.
·        ان العزلة لا تكون عزلة الجسم بل هي عزلة الاتصال والتواصل  بالغير دعوة للخير وهي وعزلة التأثير على هذا النحو, وقد يكون المرء موجودا وسط الناس يبيعهم ويقاضيهم ويصلي معهم ولكن لا يتصل بهم اتصال من يحمل لهم الخير ويبتغي لهم الفضل. فالمعيار هو ان يكون المسلم حاملا للدعوة آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر يتمثل فيه الاسلام قولا وعملا , ولا يكون امعه ان احسن الناس احسن وان اساؤوا اساء, فيكون كمن لا يكون, في وسط الناس يظن انه موجود الا انه يعيش عزلة . وإن مما يندى له الجبين هو بعض العلماء المفوهين وذوي الاقلام السيالة والاطلالة الآسرة اللامعة وعلى كثير من المنابر الاعلامية ولكنهم لا يظهرون من الاسلام الا اليسير ولا يطرحونه كرسالة ولا يظهرون قضية حرمة غيابه في السياسة والدولة وأن المسلم لا بد له ان يتصل اتصالا واعيا على من حوله و يقودهم لكل بر ويسعى بهم لكل خير وهم بذلك أي -هؤلاء العلماء–سواء كانوا يعلمون أو لا يعلمون- فهم في عزلة وأي عزلة!!!!!.
·        و العزلة هي مزيج من الجبن والياس وهذا لا يجوز ان يتسرب لنفسية من يسعى للتأثير والتغير؛ فالشجاعة  سجيته والنفسية الواثقة بتحقق وعد الله هي نفسيته , والتحلي بجميل الصبر حلة قلبه وثمرة ايمانه, وبهمم كالجبال الراسيات تعلو همته , ورغم طول الطريق وما قد يراه من تجمد وتجلد المجتمع , ونفور العامة, واحاطة الاعداء به, كل ذلك لا يدفعه نحو العزلة , بل يزداد عنادا واندفاعا, ورغم الضغوط القوية الباعثة على الجبن في القلوب و الياس في النفوس ورغم ما قد يسمعه من البعض ممن افتتن وقال: (لا خير في الناس,)( ولا امل في المنعة), (والجيوش وهم, فقد هلكت الجيوش وهلك الناس ), و(لا خير فيهم ولا فائدة للصبر عليهم), (تمضى السنون ويزداد الاذى فليس لنا الا غنم نبتغي بها شعاب الجبال , وليس خير لنا من ان نكون احلاس بيوتنا فلتسعنا ونبكي على خطيئتنا ), وكل هذه الاقوال يعتريها خلط  في فهم النصوص التي ساقها الاسلام في وجوب هروب المسلم من الفتن وحرمة ان يكون جزءا من وقودها او اعتزال الاحزاب والجماعات القائمة على غير العقيدة الاسلامية . والخلط في الفهم هذا  لا ينطلي على من وعي على الاسلام ونظر بنور الله, فعرف من الاسلام فكرته وكانت هي نواته وسر حياته , وأبصر منها طريقته فجمع بين نقاء الفكرة واستقامة الطريقة , وعلى ضوء ذلك حدد هدفه,  فوعي انه في الوقت الذي يعتزل فيه الفتنة يثبت فيه على حمل الحق لا يخشى في الله لومة لائم فلا سبيل لبذور العزلة ان تجد سبيلا لقلبه او عقله.
·        . لقد كان صلى الله عليه وسلم بالمرصاد لدعوات العزلة  قائلا: ( من قال هلك الناس فهو اهلكهم ) وقال (من خالط الناس وصبر على اذاهم خير ممن لم يخالطهم...) .وايضا فانه لم يأمرنا صلى الله عليه وسلم بغنم نبتغي بها شعاب الجبال الا زمن الفتنة وفي أبلغ دلالة على البعد عنها فلا نكون وقودها الا انه حملنا امانة وأدهها .نعم هذه هي النظرة العميقة المستنيرة للعزلة وهذا هو واقعها وتأصيلها شرعا .
·        والخلاصة : فالعزلة ليس لها الا معنى واحد وهو ايجابي وهي المذكورة في جملة من النصوص كقوله عليه الصلاة والسلام ( فاعتزل تلك الفرق كلها ) وقوله تعالى ( واعتزلكم وما تدعون من دون الله ) وقوله ( فلما اعتزلهم )  وهي التي تكون للمحافظة على النفس والدين وعصمة الدم والدين في زمن الفتنة والتي لا يعلم فيها العامة الحق من الباطل , وكذلك اعتزال الفرد الفرق والاحزاب القائمة على غير العقيدة الاسلامية وكذلك اعتزال مجالس المنكر اذا لم يكن قادرا على تغيرها ولا يعني بقاؤه الا ترك الانكار ولكن كل ذلك ليس هروبا من الواقع وانكفاءا اخيرا وترك الامور على عواهنها وانما هو اعتزال مفاصلة واعتزال للثبات على الحق وللوثوب والوقوف والعزم للتغير تارة أخرى . وعليه فلا نكون البتة في عزلة ونحن على خطر عظيم ,ولا نترك الكافر والقاصر يعيث في امتنا وديننا وديارنا واجيالنا فسادا وضلالا ونحن حملة الحق واهل الديار واصحاب الرسالة الربانية الخالدة الظاهرة على الدين كله . ولا نعلم العض على اصل الشجرة الا عضة اوصانا بها نينا حين قال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الرشدين عضو عليها بالنواجذ ) انها سنة ليس فيها عزلة بل هي اتصال بالعالم وهي سنة (انفذوا بعث اسامة ) وهي ابعد الحدود عن العزلة وهي اعلى درجات السلم في التواصل وهي ذروة سنام الاسلام كرسالة وهي بهذا ابعد نقطة على الاطلاق عن العزلة ,. بذلك قد نشأت عقولنا وجبلت نفسياتنا الاسلامية كخير امة اخرجت للناس وبغير هذا يكون التنكب والانتكاس والعزلة والضياع.
·        ان الضمانة للقضاء على العزلة المهلكة  تكون :1- بالوعي على واقع العزلة وخطورتها وبلورتها على نحو ما بيناه آنفا ومحاربتها والتحذير من مخاطرها 2- باستمرار يقظة المسلم حامل الدعوة على مكانته التي حباه الله بها , والامانة التي كلفه الله بحملها وهي تمثل شرطي الخيرية في الامة وفي اقامة أحزاب في الامة وهما بعد الايمان الدعوة للإسلام والامر بالمعروف والنهي عن المكر. ومن أبرز الاعمال وأظهرها القوامة على فكر المجتمع وحسه للحيلولة دون انتكاسهما. 3- وان الضمانة في القضاء على العزلة تكون ايضا في دوام العيش بمعاني سورة العصر عيش التواصي بالحق والتواصي بالصبر, والعيش على معاني (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) الكهف . وبالجملة فان خير ما نغذ به السير ونسارع به الخطى يكون بالتفاني والتنافس في حملنا للدعوة لإقامة الدين باستئناف الحياة الاسلامية فهو خير ما نصلح به امر الامة فنقضي على العزلة  الافة في جميع حالاتها سواء على مستوى الافراد او على مستوى الامة بكل جدارة ونشاط وذلك هو جماع الخير العميم. يقول عز من قائل: ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) 122/ الانعام . والحمد لله رب العالمين.

20/9/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق