الأربعاء، 19 سبتمبر 2012



المرأة بين أعلى درجات الرفعة في الإسلام وبين أسفل دركات الرأسمالية والأنظمة الوضعية

تمهيد:-

       تخرج علينا بين الفينة والأخرى, بعض الأقلام المسمومة, والأصوات المأجورة للغرب, الحاقد على الإسلام- كحضارة تعطي المرأة قدرها حق قدرها- لتنال تلك الأقلام والأصوات من رعاية الإسلام وحفظة للمرأة وتكريمه لها, -كجوهرة مكنونة مستورة لا ينالها احد ولو بطرفة عين ولا أكثر . وتحت عنوان :" المرأة في فلسطين معنفة - ضرب واهانة وجنس بالإكراه وحرمان من الميراث" نشرت وكالة معا الإخبارية تقريرا بتاريخ 25/6/2012م عن برنامج في لقاء حول هذه القضايا بما يشير إلى درجة الوحشية التي تعيشها المرأة في ظل أنظمة وضعية لا تراعي أدنى حقوق الإنسانية للمرأة, ولكن البرامج هذه فاتها ذكر الأسباب والمسببات, فلم تتطرق لتشخيص الداء على حقيقته وتبين أن سبب أي حال مترد هو سيطرة الأنظمة الوضعية, من ترقيعات  المبدأ الرأسمالي, والذي لا ينظر إلى المرأة أكثر من كونها سلعة تباع وتشترى وتستغل استغلالا قذرا , تلك النظرة الجائرة والمبنية على النظرة المستحقرة المستعبدة للمرأة, ولم تتطرق تلك البحوث واللقاءات إلى تشريعات الإسلام, ولا إلى تاريخ حكمه وتقديره للمرأة وكيف انه اعتبرها الأم وربة البيت والعرض الذي يجب أن يصان فلا يهان بل وتبذل الدماء رخيصة حتى يسلم الشرف الرفيع من الأذى فالإسلام وحده هو الذي حفظ المرأة واعتبرها عرضا وجعل ذلك هدفا من الأهداف العليا لصيانة المجتمع.

الدعاوات الكاذبة الخاطئة المتربصة :

    وان الناظر إلى كافة التحقيقات والدعوات في بلاد المسلمين إلى تحرير المرأة وإعطائها كامل حريتها وحقوقها وتحويلها كما المرأة في الغرب ما هي إلا دعوات لأهانتها واستعبادها واستحقارها على كافة الصعد اسريا ومجتمعيا في الحالة الفردية ومن ضمن الجماعة, وما قضية حقوق المرأة إلا دعوة ضد سترها والحرص عليها كما يحرص الإسلام  في تشريعاته وتوجيهاته وتنفيذ أحكامه وللرد على هذه الأصوات وبيان حقيقة الأمر والفرق بين حدود الإسلام وسمو أحكامه ورفعته للمرأة وبين امتهانها وإذلالها وإهلاكها في المبادئ الوضعية وما يدعو لها هؤلاء نعرض:

دور الإسلام المحوري المنقذ للمرأة والحامي والراعي لها مع بعض المقارنة مع بعض النظم الوضعية  :-

1-                     نظرة الإسلام للمرأة من مهدها وحتى لحدها ومدى الاهتمام بها وإحاطتها بكل رعاية وتقدير لا يقاربه ولا يشابهه ولا يدنو منه أي نظام في الدنيا بأسرها .
2-                     بعض الإحصاءات الواضحة الفاضحة والتي ترينا وكل مبصر إلى مدى الضنك والضياع والهلاك الذي تعيشه المرأة في ظل حكم غابت عنه شمس حكم الإسلام ونضيف على ذلك قياسا بين عيش المرأة في الأسرة الإسلامية على النزر لمجرد وجود المسحة الإسلامية  اليسيرة في أيامنا هذه والفرق مع عيشها في الغرب في ظل حكم شرعة الغاب.
3-                     الخلاصة .

** نظرة الإسلام للمرأة من مهدها وحتى لحدها

* لقد رعى الإسلام المرأة وأعطاها قدرها حق قدرها منذ مهدها فكانت وصية غالية وأمانة عظيمة ومأثرة إن أحسن الأهل رعايتها وأدو أمانة الله في حقها فقد وعدهم الله الجنة ونعيمها.. عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"من عال ثلاث بنات يكفيهن ويرحمهن ويرفق بهن فهو في الجنة أو قال : معي في الجنة ". المصنف كتاب الأدب    . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وسرائهن وضرائهن أدخله الجنة بفضل رحمته إياهن ، قال رجل : وابنتان ؟ قال : وابنتان ، قال رجل : وواحدة ؟ قال : وواحدة . المصنف كتاب الأدب. وهذه ميزة للبنت حرص الإسلام عليها كل الحرص -بعدل معالجاته  واستقامة أحكامه- مقارنة بما كانت عليه الجاهلية فكان رحمة ما بعدها رحمة وهو لا زال على وصيته وصدق معالجاته في ظل جاهلية القرون التي ظهر فيها المبدأ الرأسمالي,  الذي أطلق الحريات مما أتاح بإطلاقه الفرصة لمزيد من الاعتداء والقتل في حق الأطفال من البنات في اعتداءات جنسية يشيب منها الولدان وتشمئز منها جاهلية الأولين من الناس. ما يشير بشكل واضح قاطع إلى مدى حاجة العالم أجمع إلى تشريعات الإسلام واستقامة أحكامه وتطبيق نظامه ,الأمر الذي يوجب على الحقوقيين وكل لجان تدعي الحرص والبكاء والدعوة لحفظ كرامة المرأة- بنتا وإنسانا لها الحق بالحياة الكريمة -أن يحملوا دعوة الإسلام وان يستنفروا في طلبه .

* ولقد رعى الإسلام المرأة شابة راشدة وجعلها نصف المجتمع وجعل لها حقها في العمل بما يمنع استغلال أنوثتها فرفع من قيمتها ولم يجعل ثغرة ترى فيها ضعفا بل أحاطها بالقوة والاحترام فحرم عليها أن تعمل عملا تأكل من خلاله بأنوثتها واعتبرها درة كريمة مصانة أحلها بكلمة الله ووفق أحكامه وتزف لبيت الزوجية بشكل راق مهيب لتصبح ربة بيت وأما وعرضا يحرس ويصان ويفتدى بالنفس والدم.

* وقد جعل لها حقا حتى في محاسبة رأس الدولة وتصويبه فقد حجت امرأة عمر بن الخطاب في تقدير المهور حتى قال مقالته العابرة للأجيال فقال( أخطأ عمر وأصابت امرأة) واللافت للنظر أن العبرة كانت بالحجة واحترام صاحبها بصرف النظر عن جنسه أو لونه فكان في السياق عمر علما باسمه ومنصبه وعلمه وقوة شخصية وامرأة  في السياق نكرة بغض النظر عن مكانتها وعن من هي وهذا تشديد لافت للنظر لمدى احترامها وتقديرها وتقديم رأيها على رأي أمير المؤمنين عمر بوجاهة الحق وقوة الحجة الدامغة وبصرف النظر عن من هي في حسبها ونسبها ومنصبها فأي امرأة تحاسب بالحق وتنطق بالحجة فهي الغالبة وتقطع قول كل خطيب ولو كان أمير المؤمنين أو ابن الأكرمين.

 *   لقد كانت المرأة ولازالت وصية نبينا صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : عن سليمان بن عمرو بن الأحوص حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال: ( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان.... ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)) سنن ابن ماجة. وقوله: " إن النساء شقائق الرجال ". عن أنس بن مالك ، قال : كان البراء بن مالك رجلا حسن الصوت فكان يرجز برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبينا هو يرجز برسول الله في بعض أسفاره إذ قارب النساء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياك والقوارير ، إياك والقوارير " . فأي رفق وأي تلطف ووصاية هذه فقد استحال نظيرها في الأمم وفي العامين. ( ( قد أبطل الإسلام كل ما كان عليه العرب والعجم من حرمان النساء من التملك أو التضييق عليهن في التصرف بما يملكن ، واستبداد أزواج المتزوجات منهن بأموالهن ، فأثبت لهن حق الملك بأنواعه والتصرف بأنواعه المشروعة ، فشرع الوصية والإرث لهن كالرجال ، وزادهن ما فرض لهن على الرجال من مهر الزوجية والنفقة على المرأة وأولادها وإن كانت غنية ، وأعطاهن حق البيع والشراء والإجارة والهبة والصدقة وغير ذلك . ويتبع ذلك حقوق الدفاع عن مالها كالدفاع عن نفسها بالتقاضي وغيره من الأعمال ، وأن المرأة الفرنسية لا تزال إلى اليوم مقيدة بإرادة زوجها في جميع التصرفات المالية ، والعقود القضائية ) )

  * كان بعض البشر من الإفرنج وغيرهم يعدون المرأة من الحيوان الأعجم أو من الشياطين لا من نوع الإنسان ، وبعضهم يشك في ذلك ، فجاء محمد - صلى الله عليه وسلم - يتلو عليهم قول الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) الآية : وقوله : ( خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء وما في معناهما, وكان بعض البشر في أوربة وغيرها يرون أن المرأة لا يصح أن يكون لها دين ، حتى كانوا يحرمون عليها قراءة الكتب المقدسة رسميا ، فجاء الإسلام يخاطب بالتكاليف الدينية الرجال والنساء معا بلقب المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات . كان أول من آمن بمحمد خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم - امرأة ، وهي زوجه خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - وقد ذكر الله تعالى مبايعته - صلى الله عليه وسلم - للنساء في نص القرآن ثم بايع الرجال بما جاء فيها ، ولما جمع القرآن في مصحف واحد جمعا رسميا وضع عند امرأة هي حفصة أم المؤمنين ، وظل عندها من عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق إلى عهد الخليفة الثالث عثمان - رضي الله عنهم - فأخذ من عندها واعتمدوا عليه في نسخ المصاحف الرسمية التي كتبت وأرسلت إلى الأمصار لأجل النسخ عنها والاعتماد عليها .

 * ولقد كان بعض البشر يزعمون أن المرأة ليس لها روح خالدة فتكون مع الرجال المؤمنين في جنة النعيم في الآخرة - وهذا الزعم أصل لعدم تدينها - فنزل القرآن يقول : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ) ويقول : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) الآية . وفيها الوعد الصريح بدخول الفريقين جنات تجري من تحتها الأنهار .
 * وكان بعض البشر يحتقرون المرأة فلا يعدونها أهلا للاشتراك مع الرجال في المعابد الدينية والمحافل الأدبية ، ولا في غيرهما من الأمور الاجتماعية والسياسية والإرشادات الإصلاحية ، فنزل القرآن يصارحهم بقوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) الآية . وقد عين عمر بن الخطاب الشفاء وهي امرأة قاضية للحسبة.
  * كان بعض البشر يحرمون النساء من حق الميراث وغيره من التملك ، وبعضهم يضيق عليهن حق التصرف فيما يملكن ، فأبطل الإسلام هذا الظلم وأثبت لهن حق التملك والتصرف بأنفسهن في دائرة الشرع ، قال الله تعالى : ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا ) وقال : ( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) ونحن نرى أن دولة الولايات المتحدة الأميركية لم تمنح النساء حق التملك والتصرف إلا من عهد قريب في عصرنا هذا فيما يشير إلى ترقيعات النظام الرأسمالي الباهت ، وأن المرأة الفرنسية لا تزال مقيدة بإرادة زوجها في التصرفات المالية والعقود القضائية ، وقد منحت المرأة المسلمة هذه الحقوق منذ ثلاثة عشر قرنا ونصف قرن .

·    كان الزواج في قبائل البدو وشعوب الحضارة ضربا من استرقاق الرجال للنساء ، فجعله الإسلام عقدا ورباطا 
 وثيقا ؛ لقضاء حق الفطرة بسكون النفس من اضطرابها الجنسي بالحب بين الزوجين ، وتوسيع دائرة المودة والألفة بين العشيرتين ، واكتمال عاطفة الرحمة الإنسانية وانتشارها من الوالدين إلى الأولاد ، على ما أرشد إليه قوله تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) .
القرآن ساوى بين المرأة والرجل باقتسام الواجبات والحقوق بالمعروف ، مع جعل حق رياسة الزوجية للرجل لأنه أقدر على النفقة والحماية بقول الله عز وجل في الزوجات : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة وقد بين هذه الدرجة بقوله تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) فجعل من واجبات هذه القيامة على الزوج نفقة الزوجة والأولاد لا تكلف منه شيئا ولو كانت أغنى منه ، وزادها المهر فالمسلم يدفع لامرأته مهرا مفروضا عليه بمقتضى العقد .

 * وكان أولياء المرأة يجبرونها على التزوج بمن تكره ، أو يعضلونها بالمنع منه مطلقا ، وإن كان زوجها وطلقها فحرم الإسلام ذلك ، والنصوص في هذا معروفة في كلام الله وكلام رسوله وسنته. و كان الرجال من العرب وبني إسرائيل وغيرهم من الأمم يتخذون من الأزواج ما شاءوا غير مقيدين بعدد ، ولا مشترط عليهم فيه العدل ، فقيدهم الإسلام بألا يزيدوا على أربع ، وأن من خاف على نفسه ألا يعدل بين اثنين وجب عليه الاقتصار على واحدة ، وإنما أباح الزيادة لمحتاجها القادر على النفقة والإحصان ؛ لأنها قد تكون ضرورة من ضرورات الاجتماع ولا سيما حيث يقل الرجال ويكثر النساء .

 * الطلاق قد يكون ضرورة من ضروريات الحياة الزوجية ، إذا تعذر على الزوجين القيام بحقوق الزوجية من إقامة حدود الله وحقوق الإحصان والنفقة والمعاشرة بالمعروف ، وكان مشروعا عند أهل الكتاب والوثنيين من العرب وغيرهم ، وكان يقع على النساء منه وفيه ظلم كثير وغبن يشق احتماله ، فجاء الإسلام فيه بالإصلاح الذي لم يسبقه إليه شرع ولم يلحقه بمثله قانون ، وكان الإفرنج يحرمونه ويعيبون الإسلام به ، ثم اضطروا إلى إباحته ، فأسرفوا فيه إسرافا منذرا بفوضى الحياة الزوجية وانحلال روابط الأسرة والعشيرة .

  *جعل الإسلام عقدة النكاح بيد الرجال ، ويتبعه حق الطلاق لأنهم أحرص على بقاء الزوجية بما تكلفهم من النفقات في عقدها وحلها ، وكونهم أثبت من النساء جأشا وأشد صبرا على ما يكرهون ، وقد أوصاهم الله تعالى على هذا بما يزيدهم قوة على ضبط النفس وحبسها على ما يكرهون من نسائهم فقال : ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) على أن الشريعة تعطي المرأة حق اشتراط جعل عصمتها بيدها لتطلق نفسها إذا شاءت ، وأعطتها حق طلب فسخ عقد الزواج من القاضي إذا وجد سببه من العيوب الخلقية أو المرضية كالرجل ، وكذا إذا عجز الزوج عن النفقة . وجعلت للمطلقة عليه حق النفقة مدة العدة التي لا يحل لها فيها الزواج ، وذم النبي - صلى الله عليه وسلم - الطلاق بأن الله يبغضه للتنفير عنه إلى غير ذلك من الأحكام التي بيناها في تفسير الآيات المنزلة فيها
  * بالغ الإسلام في الوصية ببر الوالدين فقرنه بعبادة الله تعالى ، وأكد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه حق الأم فجعل برها مقدما على بر الأب ، ثم بالغ في الوصية بتربية البنات وكفالة الأخوات ، بأخص مما وصى به من صلة الأرحام ، بل جعل لكل امرأة قيما شرعيا يتولى كفايتها والعناية بها ومن ليس لها ولي من أقاربها وجب على أولي الأمر أن يتولوا أمرها .

·    لقد أكبر الشرع الإسلامي المرأة وأكرمها كلما كبر سنها وقد جعل الجنة تحت أقدام الأمهات ولقد كان يكفيهن شرفا وكرامة أن يجعلها تحت أيديهن أو بوجاهتهن ولكن كانت الكرامة بوصف لا نظير له ولا يخطر على قلب بشر نعم ( الجنة تحت أقدام الأمهات ).. وإن الأمهات من الجدات في الإسلام لهن صدور البيوت وأحسن المجالس وأطيب الطعام وتقبيل الأيدي والرأس وحسن الخدمة وكبير الاحترام والتنعم وخفض الجناح والدعوة في السجود وبين السجدتين وفي أدبار الصلوات .. وانه لعمر الحق إن كانت المرأة يكرمها الآحاد من الأبناء أو الإخوة والأهل فإنها يكرمها العشرات وهي جدة في الإسلام بخلاف أنظمة الطاغوت من شرائع الغاب كالرأسمالية واضرابها فان مصير الجدات هي مأوي العجزة حيث الملل والقهر والضغط النفسي ولسان حالهن أنهن عالة على البيوت وتضيق ذرعا بهم الأبناء والأحفاد فلا يتناسبن مع ديكورات البيوت فليتقاعدوا من العيش الكريم حيث الحنان والتقدير والاحترام بل حقهن الحجز والحبس كالمجرمين والحجر كالمرضى السلبيين فهل من ظلم أشد وأظلم من هذا ؟؟!!! وجملة القول : أنه ما وجد دين ولا شرع ولا قانون في أمة من الأمم أعطى النساء ما الإسلام من الحقوق والعناية والكرامة.

هذه هي حقائق الإسلام في رعاية المرأة من مهدها إلى لحدها تشع نورا وتعلو وتشرئب فخارا وتفضح خزي الأنظمة الوضعية ودعاوي الناعقين المزينين لقبحها ممن يتسمون بلجان حقوق وكتاب ومفكرين ومنظّرين وان كثير من تلك المؤسسات تعمل لجهات دولية لتخريب الجيل وللإفساد ضمن أجندات دولية وفي هذا الصدد نقلت وكالة معا الإخبارية تقريرا عما قاله : بسام زكارنة رئيس نقابة العاملين في الوظيفة العمومية بتاريخ :1/7/2012م:  (إن بعض مؤسسات المجتمع المدني أوكار للموساد وللمخابرات العالمية هدفها تدمير المجتمع الفلسطيني وتفكيكه) وقال زكا رنه في بيان وصل "معا" "إن مسئولين إسرائيليين على تواصل مع هذه المؤسسات وتقودها بشكل مباشر من خلال بعض المسئولين فيها أو بشكل غير مباشر من خلال أجهزة مخابرات عالمية بحيث إن 100/80 من هذه المؤسسات يؤدي الدور بفعالية مطلقة ويساهم ببث الفتنة وسرقة أموال الشعب الفلسطيني".) وبين زكا رنه "إن دور هذه المؤسسات الأهلية تنحصر في البحث عن أي قضية داخلية وأثارتها مثل قضايا فساد وحقوق الإنسان والديمقراطية وهي مفبركة أو تم علاجها الابتعاد عن الفاسدين المتعاونين مع تلك الأجهزة بحيث لا تساهم في تقوية المجتمع وإنما تفتيته" http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=500178.

  وإننا فوق هذا فقد وجدنا في الجدول المرفق للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ( ديوان المظالم ) في مناطق السلطة الفلسطينية كيف أن عدد الاعتداءات وحتى القتل على خلفية شرف العائلة هو أقل بقليل بل فرق شاسع بينه وبين أي قضايا جنائية أخرى أو حتى ضحايا حوادث السير فلماذا  يكون هذا الاستهداف للتشهير بالمجتمع المحافظ الذي يكرم المرأة لتأثره بالإسلام تأثرا لا عيشا كاملا في دار الإسلام وفي دولة خلافة ومجتمع إسلامي يعد الحصن الحصين والحامي للمرأة ؟؟!!


    ** حقوق المرأة في الغرب بلغة الأرقام !

في تقريره السنوي الذي قام بإعداده فريق متخصص برصد أحوال المرأة في العالم الغربي، ذكر "معهد المرأة" في إسبانيا ـ مدريد، مجموعة من الإحصاءات المذهلة:
- في عام 1990م قدّم 130 ألف امرأة بلاغات بالاعتداء الجسدي والضرب المبرح من قبل الرجال الذين يعيشون معهن سواء كانوا أزواجاً أم أصدقاء .
-
ويقول أحد المحامين: إن الشكاوى بالاعتداء الجسدي والضرب المبرح بلغت عام (1997م) 54 ألف شكوى، وتقول الشرطة: إن الرقم الحقيقي عشرة أضعاف هذا العدد.
-
وفي عام 1995م خضع مليون امرأة لأيدي جراحي التجميل، أي بمعدل امرأة من كل 5 نساء يعشن في مدريد وما حولها.
-
كما أن هنالك بلاغًا يوميًّا عن قتل امرأة بأبشع الطرق على يد الرجل الذي تعيش معه.
ثانياً: الولايات المتحدة الأمريكية - في عام 1980م (1.553000) حالة إجهاض، 30 % منها لدى نساء لم يتجاوزن العشرين عاماً من أعمارهن، وقالت الشرطة: إن الرقم الحقيقي ثلاثة أضعاف ذلك.
-
وفي عام 1982 م (80%) من المتزوجات منذ 15 عاماً أصبحن مطلقات .
-
وفي عام 1984م (8 ملايين) امرأة يعشن وحدهن مع أطفالهن ودون أية مساعدة خارجية.
-
وفي عام 1986م (27%) من المواطنين يعيشون على حساب النساء.
-
وفي عام 1982م (65) حالة اغتصاب لكل 10 آلاف امرأة.
-
وفي عام 1995م (82) ألف جريمة اغتصاب، 80% منها في محيط الأسرة والأصدقاء، بينما تقول الشرطة : إن الرقم الحقيقي 35 ضعفاً.
- وفي عام 1997م بحسب قول جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة : اغتصبت امرأة كل 3 ثوان، بينما ردت الجهات الرسمية بأن هذا الرقم مبالغ فيه في حين أن الرقم الحقيقي هو حالة اغتصاب كل 6 ثوان!
-
وفي عام 1997م ( 6 ) ملايين امرأة عانين سوء المعاملة الجسدية والنفسية بسبب الرجال، 70% من الزوجات يعانين الضرب المبرح ، و4 آلاف يقتلن كل عام ضرباً على أيدي أزواجهن أو من يعيشون معهن.
- 74%
من العجائز الفقراء هم من النساء، 85% من هؤلاء يعشن وحيدات دون أي معين أو مساعد.
-
ومن 1979 إلى 1985 م: أجريت عمليات تعقيم جنسي للنساء اللواتي قدمن إلى أمريكا من أمريكا اللاتينية، والنساء اللاتي أصولهن من الهنود الحمر، وذلك دون علمهن.
-
ومن عام 1980 إلى عام 1990م: كان بالولايات المتحدة ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء.
-
وفي عام 1995م: بلغ دخل مؤسسات الدعارة وأجهزتها الإعلامية 2500 مليون دولار .
يشار إلى أن هذا التقرير السنوي المسمى بـ "قاموس المرأة" صدر عن معهد الدراسات الدولية حول المرأة، ومقره مدريد، وهو معهد عالمي معترف به .
ياسر جبر
07-30-2007, 04:02 PM
Domestic Violence is a Serious, Widespread Social Problem in America: The Facts.
العنف المدني , مشكلة اجتماعية منتشرة في أمريكا.


Nearly one-third of American women (31 percent) report being physically or sexually abused by a husband or boyfriend at some point in their lives, according to a 1998 Commonwealth Fund survey


تقريبا" ثلث النساء الأمريكيات , تعرضن لمضايقات جسدية أو جنسية من الزوج أو الصديق , خلال فترة من حياتهن. استطلاع 1998.


المصدر - منظمة الكومنولث
The Commonwealth Fund, Health Concerns Across a Woman’s Lifespan: 1998 Survey of Women’s Health, May 1999
------------------------------
Nearly 25 percent of American women report being raped and/or physically assaulted by a current or former spouse, cohabiting partner, or date at some time in their lifetime, according to the National Violence Against Women Survey, conducted from November 1995 to May 1996

تقريبا" 25 بالمائة من النساء الأمريكيات اغتصبن , و / أو تم الاعتداء عليهن جسديا" , من رفيق سابق أو حالي أو خلال إحدى المواعيد .


The Centers for Disease Control and Prevention and The National Institute of Justice, Extent, Nature, and Consequences of Intimate Partner Violence, July 2000
المصدر -المعهد الأمريكي للعدل .
-----------------------------------
خلال العام 200 تعرضت 588490 امرأة للضرب ( لعنف لم يؤدي لإصابات ) , من شريك الحميم ( المقرب ).


Bureau of Justice Statistics Crime Data Brief, Intimate Partner Violence, 1993-2001, February 2003
المصدر -مكتب العدل الأمريكي 



وتشير التقديرات إلى أن 18% من مجموع النساء في الولايات المتحدة الأمريكية تعرضن للاغتصاب وأن 1900 فتاة يوميا يتم اغتصابهن وهذه النسبة تشكل رقما كبيراً خاصة إذا نظرنا إلى أن نسبة العلاقات غير الشرعية مرتفعة جدا وأن أكثر من 5% من الزوجات يخن أزواجهن من باب المعاملة بالمثل.

علاوة على ذلك فإن 2% من حالات الاغتصاب المذكورة تكون من الأب أو أحد أفراد الأسرة.

وتشير مصادر أخرى إلى ارتفاع هذه النسبة إلى 22% من مجموع النساء في الولايات المتحدة الأمريكية اللائي يتعرضن لحوادث الاغتصاب وهذا يجعل الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأولى في العالم من حيث معدلات الاغتصاب الواقعة على النساء.

ونشير هنا أيضاً إلى أن ما مجموعه 47% من حالات الاغتصاب المذكورة كان يصاحبها اعتداء جسدي شرس وعنيف بالضرب ونحوه كما نشرت ذلك صحيفة اليو إس توداي

وهذه النسب المذكورة لا تشكل إلا ما تم الإبلاغ عنه من جرائم الاغتصاب وأما ما لم يتم تسجيله أو الإبلاغ عنه فإنه أكبر بكثير من الرقم المذكور وتشكل هذه الجرائم أكثر من عشرين ضعفا من مثيلاتها في كل من اليابان وإنجلترا وأسبانيا مع مراعاة أن الدول السابقة دول شعوبها غير متدينة بعكس الولايات المتحدة الأمريكية فإن شعبها متدين وبنسبة كبيرة.

وقد نشرت مجلة الطب النفسي الأمريكية تقارير تفيد بأن ما نسبته 42% من النساء العاملات في الولايات المتحدة الأمريكية يتعرضن للمضايقات والاعتداء الجنسي ومن أشهر القصص في هذا المجال قصة أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي عندما قامت إحدى العاملات معه بشكايته لأنه قام بالتحرش بها جنسيا وبعد اشتهار أمره تقدمت أكثر 26 امرأة بشكاوى تفيد أنه مارس معهن التحرش.

كما نشرت منظمة التحالف الوطني المنزلي في أمريكا تقارير تفيد بأن أكثر من سبعة ملايين امرأة يتعرضن للضرب من قبل الأزواج ولا يقمن بإبلاغ الشرطة ويدخل مئات الآلاف منهن سنويا إلى المستشفيات لتلقي العلاج من آثار الضرب وهي حالات مختلفة بعضها خفيف وبعضها قوي جدا قد يصل إلى القتل.

وتشير تقارير ودراسات أخرى إلى أن 95% من ضحايا العنف العائلي هم من النساء وأن من بين كل أربعة حالات اعتداء على المرأة يكون الزوج هو المعتدي في ثلاثة حالات منها

     **الخلاصة:

1-    لقد رعى الإسلام المرأة في التشريع والتوجيه والتنفيذ من مهدها وفي شبابها إلى شيخوختها واعتبرها شقيقة الرجل لها دورا مهم ومفصلي على صعيد الأسرة والمجتمع واستقامتهما وارتفاع بنيانهما فهي أم وربة بيت وعنصر ايجابي فاعل . وقد منع بشكل قاطع النيل منها أو استغلال أنوثتها وجعلها عرضا يجب أن يصان تبذل الأرواح والمهج وتراق الدماء رخيصة لحمايتها. وقد أعطاها من الحقوق كما أعطى الرجل سواء بسواء إلا ما يختلفا فيه من ناحية فطرية شدة وبأسا وبسطة في الجسم أو ضعفا .

2-    لقد سجل التاريخ والحاضر بأن جميع المبادئ والتشريعات البشرية قد وضعت المرأة في أسفل الدركات ظلما واستهانة واستضعافا ولا زال الخط البياني يرتفع بأرقام قياسية في هضم حقوقها والاعتداءات عليها وما الترويج لحرية الغرب ومناداته بحقوق المرأة إلا ذرا للرماد في العيون وتزيفا للحقيقة المذهلة عن جرائمه.

3-    هناك دعاوى لا سيما في العالم الإسلامي من لجان حقوق ومؤسسات نسوية وكتاب ومفكرين للنيل من عفاف الأسرة المسلمة من اجل تدميرها وإشاعة الانحلال الذي يدعو له الغرب حتى تعم الفوضى الحاصلة في المجتمعات الغربية وتصبح مجتمعاتنا أسوء حالا وذلك من خلال دعوة المرأة لأخذ الأمر على عاتقها وتجاوز الرجل وحرمانه من القوامة على المرأة والتعامل معه بالندية لا بالمنافسة والتفاهم والمودة والرحمة التي دعا لها الإسلام وقد تبين أن الكثير من هذه المؤسسات  لها ارتباطات واضحة في النشوء والتمويل بالدول المعادية للإسلام لتحقيق مآربها وشرورها في بلاد المسلمين ضمن مخططات إعادة رسم المعادلة لتخدم بقاء الغرب جاثما على بلاد المسلمين ولا سيما بعد الثورات التي قامت في بلاد المسلمين من اجل قلعه وإعادة الاعتبار للإسلام كنظام شامل لكافة مناحي الحياة.

4-    هي دعوة نوجهها لكل عاقل في العالم ولكن من يحرص على المرأة كانسان مثلها مثل الرجل لها الحق في عيش وافر كريم بأن تنصب الدعوات والجهود لإعادة الاعتبار للنظام الاجتماعي في الإسلامعبر إقامة دولة الإسلام التي تجمي الأعراض وتثأر لها

وتطبق النظام الاجتماعي وكل الاسلام،،فالنظام الاجتماعي وحده لا يجدي ما دام الاسلام معطلا ولا حارس لهوالدعوة والمطالبة بتطبيقه لإحقاق الحق والعدل ولرفع مكانة المرأة إلى أعلى درجات الرقي الإنساني دون أي امتهان أو انتقاص أو عدوان.


((فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ۖ)) سورة آل عمران


5/7/2012م

سعيد الأسعد – فلسطين.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق