الخميس، 9 يونيو 2011

أضواء على الحدث - نحن امة حية نصنع الأحداث ونقطف ثمارها

بسم الله الرحمن الرحيم
أضواء على الحدث - نحن امة حية نصنع الأحداث ونقطف ثمارها
لقد جعل الله لكل شيء سببا وقد جعل التدافع بين الحق والباطل آية, والغلبة دولة ,فيرفع الله أقواما ويضع آخرين .يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء من استقام على أمره رشد ووصل إلى عز الدنيا وسعادة الآخرة..وان من سعى بأسباب القوة والمنعة والملك لا يغنيه ذلك عن نصر الله وتوفيقه ليصنع أعظم حدث يغير مجرى التاريخ ويبدأ بعصر جديد.
ان التاريخ تنسج خيوطه وتظهر حقبه بمنارات ومحطات وهزات ومفترقات وأيام فارقات يرتبط بها ويستند لها ذكر الناس في عيشهم ميلادهم ومماتهم وسيرة حياتهم .


فقد استخلف الله ادم في الأرض وكانت البداية يوم نزل على الأرض وبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين في أقوام شتى وعلى علات فكانت بعثاتهم أعظم أحداث وقعت على الأرض .وقد ختم الله عصر النبوات باشرفها وأعمها وهي رسالة الإسلام ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم. وأمة محمد قد جعل الله لها الشهادة على الناس من أولهم إلى آخرهم مصداقا لقوله عز وجل :{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}البقرة143 الآية لتتالى الأحداث عبر مشوار ا لخلافة والحكم بما انزل الله وترتفع البشرية وتنعم خلال ثلاثة عشر قرنا علما وعيشا حضارة ومدنية..وظلت الإحداث نحن نصنعها تخطط لها دوائر الخلافة وعظماؤها ويدور العالم في فلك عزتنا إلى ان عزم الكفر وحزم أمره وحدد قضيته باستهداف الإسلام عقيدة وشريعة ودستورا في سلطان ومنهج حياة, وأدرك ان الدائرة لن تدور على المسلمين ولن يصبحوا مسرحا للأحداث تحاك ضدهم بعد ان كانوا قادة للعالم وصناع مجده إلا باستهداف الإسلام عقيدة وشريعة فكرا وسياسة وأنظمة للحياة والدولة والمجتمع..., وبذلت الجهود الجهيدة..إلى ان آل الأمر إلى الغزوات الفكرية والإرساليات التبشيرية حتى تم استهداف الإسلام باعتباره مبدأ ورسالة وطراز عيش لخير امة. وحدث الحدث الفاجعة والذي به تحول المسلمون من صناع للأحداث إلى مسرح للأحداث فهدمت دولة الخلافة بتآمر من الكافر المستعمر مع مجموعة من خونة العرب والترك..
نعم لقد مرت الأمة بأحداث صنعت لتتمرغ كرامتها بالتراب حتى مرت بها أيام عجاف تشيب منها الولدان مرورا بتقسيم بلادهم واحتلال فلسطين وكشمير والشيشان وانتهاك الأعراض في البوسنة والهرسك والعراق و الأفغان والتطاول على القران ونبي الرحمة وعلى الإسلام وعلى الحجاب رمزا وحصنا وعفافا وأصبح النواح والثكلى في طول البلاد وعرضها من أقصى بلاد الإسلام إلى أقصاها ومن أبعدها إلى أبعدها .....حتى أصبت تسمع هنا وهناك ويروج هنا وهناك ان الأمة قد تودع منها وان المسلمون هلكا إلى ان وقعت أحداث تونس العظيمة لتفتح باب الثورات في مصر وليبيا والشام وأختها اليمن والبحرين وغيرها..لتصفع وجوها وآراء عن الحق قد مالت وعن معدن الأمة الأصيل النبيل قد زاغت ....ولتبدأ امتنا طريقها إلى غايته نحو العزة والنهضة وسعادة الدنيا والآخرة و بأبنائها الساهرون السائرون في طليعتها نحو غد مشرق بنور الإسلام دستورا ودولة وعقيدة وشريعة وطراز عيش ومنهج حياة ورسالة خير للعالم اجمع.
ان الحدث من الحدثان ويطلق الحدثان على الليل والنهار وليس الليل كالنهار وليس الحدث الذي نصنعه فنرفع فيه شأن رسالتنا ونحمي به حياضنا ونذب به عن شرفنا تراق له الدماء ثمنا وقربانا لوجه الله وإعزازا لدينه ورفعة ونهضة لامته ليس كالذي يصنعه الكافر لينال به من ديننا ودمائنا وشرفنا وثمنا ليدوس كرامتنا فشتان شتان بين المنتصر الذي يمتلك قراره وبن المنهزم الذي يصبح مسرحا للأحداث لا يملك ان يرد يد لامس!!!!
ان أي فرد أو قوم أو شعب أو جماعة أو امة تنفعل مع الأحداث تصنعها ابتدءا أو تؤثر بها هي امة حية , والأمة التي تتأثر بها فتقع عليها من عدوها فهي التي تشرف على الهلاك وان الأمة التي تصنع الأحداث إنما يكون كل ذلك على أساس ما نشأت عليه من مفاهيم ووجهة نظر في الحياة وان أي مسيرة امة أو حضارة إنما تكون بقادة مسيرتها فهم بوصلتها والحائل بينها وبين الانتكاس والورود موارد الهلاك بل وهم عنوان نهضتها وسعادتها وان تركتها للأجيال القادمة تنعم بها رفعة وعزة ونصرا .
لقد عاشت امتنا عصر النبوة وعراقتها بعد ان مرت بأحداث مؤلمة منذ ميلادها في أجواء الجاهلية وتشتتها وانحطاطها فكان حدث ميلاد النبوة عسيرا بين غربة الجاهلية ونفور تكذيبها ووحشة جهلها.. إلى ان وصلت عز عراقتها وقد كانت بالوحي وصنعت على عين الله إلى ان انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وقد كانت وفاته صلى الله عليه وسلم حدثا فاصلا وفارقا ابتدئ بنهايته عصر الخلافة الراشدة وكانت أحداث ميلادها صعبة من حيث إجراءاتها والنهوض بمهماتها إلى ان استقرت وأخذت عراقتها وجابت ديارا وأمما وعصورا حتى أتت أحداث على الأمة أثرت على طريقة تفكيرها فأثرت على وجهة نظرها وعلى أفكارها ومشاعرها وأثرت على طريقتها في العيش وعلى مقياسها ونظرتها للعالم,و كل هذا لم يكن ببساطة ولا بيوم وليلة وإنما كان ضمن جهود جبارة ومكر بالليل والنهار وضمن شعار قادة الكفر المشهور(دمروا الإسلام أبيدوا أهله) وفي هذا دلالة تاريخية وحقيقة عن واقع ان الحدث المفصلي والتاريخي يسبقه إعداد وتخطيط وانضباط ووحدة رأي وتنسيق وعمل وليس خبط عشواء أو على مائدة عشاء .
ان الأحداث التي وقعت وتقع فأثرت وغيرت وبدلت حالا بحال وعصرا بعصر نشأت بها أمم وانهارت أخرى ورفعت بأثرها أقوام ووضعت أخرى تتطلب منا الوقوف على حقيقتها باعتبارنا امة شاهدة عدل تحمل قيادة فكرية سياسية تصلح لقيادة البشرية جمعاء نحو سعادة الدنيا والآخرة, فهل هذه الإحداث صنعها القضاء أم صنعتها أفعال العباد أم هي مشتركة بين هذا وذاك؟ فكيف تصنع وكيف تؤثر وكيف تنتج وكيف لأمة أشرفت على الهلاك ان تحيى من جديد؟ وما هي الإحداث وما هي مادتها وما هي خيوطها ومخططاتها والتي من شانها ان تعيد العزة والرفعة والنهضة والدور الريادي لأمة اشتاقت لماضيها التليد وحنت لاقتعاد ذرى المجد من جديد؟
ان الحدث من الحدثان فهو يحمل معنى التغيير والتبديل وليس مجرد الإصلاح والترقيع أو حركة أي حركة تنتهي بالتصريف والتحريف لوجهة تبقي على القديم . وهو من فعل العباد ونتيجته قضاء من الله ,والحدث نوعان الأول صغير في حجمه حقير في غايته ومطالبه والثاني كبير ثمنه وكثيرة انجازاته وعظيمة غايته فالمقصود من الأحداث وما يطمح له المأزوم المهزوم المصاب هو الثاني ولا يكترث بالأول مع ان الواعي لا يغفل عن شيء.
ان عناصر الحدث هي أمور عدة وأهمها: 1-واقعه2-ما يؤثر فيه3- صناعته 4-استثماره 5- الدقة في قراراته 6- مراعاة ثمرته على صعيد الغاية القريبة والغاية البعيدة.
وأما واقعه فهو عين الحدث وهو مرتبط بغايته وبصانعه من جهة دوافعه وغايته..فمن يقطع الطريق دافعه إما الحاجة وإما التسلط وأثره الاعتداء والنهب ووجهة نظره شرعة الغاب أو النفعية النابعة من المبدأ الرأسمالي ونظيره نهب ثروات الناس من خلال سياسات الإقراض عبر صندوق النقد الدولي وبما تمليه من سياسات وخطط تزيد الفقير فقرا والذليل ذلا لكي لا يرفع رأسه في الفضاء فينكشف له السارق والناهب على حقيقته...وحدث آخر مغاير وهو دخول صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس منتصرا فعصم دماء الناس بعد تحقق الغلبة له فقد عصم الدماء وهو القادر على سفكها وفي هذا دعوة للتبصر بحقيقة الرسالة التي تحملها جوانحه ويبذل في سبيلها روحه وأغلى ما يملك فمهما يكن من نصر ونشوة تظل الرسالة هي الحقيقة المتقدمة في كافة الميادين والظروف رسالة لحياة الإنسانية وهي السعادة للبشرو بقيم روحية وإنسانية وخلقية كلها تتقدم على القيمة المادية والنفعية.
لقد قطعت البشرية اليوم عشرات السنين تصطلي بأحداث مؤلمة وبأثمان باهظة تحت نير الرأسمالية وما أفرزته من واقع سياسي واجتماعي واقتصادي خاصة في العالم الإسلامي تمزيق للبلاد ليس في الأطراف بل في القلب والأحشاء واحتلال وتدنيس للمقدسات وتتلاحق وتتنوع الإحداث في تمزيق الأسرة الإسلامية من خلال مؤتمرات وجمعيات ومواد دراسية في المدارس والجامعات ودعاوى الاختلاط والمخيمات والنشاطات وفي هذا السياق يصرح السالف بوش الابن :( يقول :سنحلق لحى رجالهم وننزع حجاب نسائهم وسندخل أفلام الجنس الى غرف نومهم( والقى الرئيس لامريكي" جورج دبليو بوش" خطابا امام الكونجرس عن [حال الاتحاد اليهودي المسيحي] بتاريخ 29/1/2002 وقد تضمن تفصيلات خطيرة عن الخطط المستقبلية للسياسة الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي.).وتتلاحق الإحداث المريرة اقتصادية من خلال سياسات الإقراض ونهب الثروات العامة من بترول ومعادن نفيسة في اغلب مناطق البلاد الإسلامية وما الاحتلالات الحاصلة في العراق والخليج إلا إشرافا على هذه السرقات العلنية لأموال المسلمين من قبل أمريكا وأوروبا وما الأحداث والهزات الاقتصادية في بيوت وبنوك وبورصات العالم إلا أحداث مفصلية نهبت وأفقرت الملايين أدت إلى فقدان الأمن وقوت اليوم لمعظم شعوب الأرض....ونخص بالذكر مركز هذه الهزات ومقصدها هو العالم الإسلامي الذي يقتات عليه من يسطون على اقتصاد العالم أمريكا وأوروبا .
ان ما يئن منه العالم من ظلم وفقر وفقدان للأمن والغذاء وتلاعب في الدواء حد الحرمان من الكثير مما يكتشف لإنقاذ البشرية في صراعات تتقدم فيها الصراعات والجشع المادي الرأسمالي..وما يسببه من شقاء وفوضى عالمي وتفكك اسريّ وخواء روحي كل هذا تكمن بؤرته في حدث مركزي أساسي وهو تسلط وتحكم المبدأ الرأسمالي في العالم سياسيا واقتصاديا وتعليميا فالقضية والحالة هذه تنحصر في هزة تقتلع هذه المبدأ من هذه المركز ليحل محله ما يصلح عيش البشر وهو مبدأ الإسلام..وان هذه الحقيقة لا تحتاج إلى إثبات. وما يترتب على هذا الأمر هو ان تعود الأمة الإسلامية صانعة للأحداث من جديد وتؤثر فيما لم تصنعه هي وتصرفه إلى وجه هي تولي وجهها شطرها لتستقيم الأمور بالقسط وهذا يقتضي من العليمين الفاعلين في صناعة أمتهم من جديد وممن يصوغون نسيجها لتعود امة وقوة ودولة عالمية تتصدر صناعة الأحداث ان يحزموا أمرهم بمستوى حركة أمتهم اليوم وهي تنتفض وتثور على الأوضاع القهرية القائمة تتحرك حركات اغلبها ويغالبها العشوائية نحو الخلاص... ولا خلاص بالعشوائية للتعاظم بذلك المسئولية على أصحاب مشروع التغير و راسمي مخطوطه الهندسي فيواكبوا أمتهم وهم بينها ومعها وهم طليعة أعمالها والعيون المبصرة وهم من رحمها فينشدون بعقولهم وأعمالهم وقلوبهم ونشاطهم ويقظتهم فلا راحة بعد اليوم حتى يعود الحدث المهم المفصلي المركزي من جديد هو عودة الأمة الإسلامية صاحبة قرار وصانعة للأحداث من جديد.
ان الأصل في الأمة صاحبة المبدأ ان تصنع الإحداث على عينها وببصيرة أميرها خليفتها إلا ان تتراجع فتخسر هذا المجد فيصنع الأحداث فيها عدوها وهذا ما نخشى منه ..وأما هذه الحقيقة فان القضية والحالة هذه هي ان تعود الأمة لكشف الإحداث ومحاولة التأثير فيها من خلال الثلة الواعية والحزب المبدئي الذي يضطلع بمشروع إعادتها إلى وضعها الأصلي تصنع أحداث العالم وتحدد مفاصله وتفصيل حركته نحو التحرير والانعتاق من الرأسمالية التي يصطلي بنارها .
ان أحداث الثورة التي تعيشها امتنا من مغربها لمشرقها وتفاعل الأمة معها بإجماعها في كل بقاع الأرض تدل على إننا كأمة واحدة من دون الناس نستطيع ان نصنع الأحداث إذا توحدت إرادتنا وتوحدت امتنا وهي شعوب مشتتة لتحدث حركة قوية عجيبة هزت أركان العالم ويتحدث بها القاصي والداني ويسعى لقيادتها وحرفها الكافر باعتبارها إعصار هادر فكيف بها وهي تصنع الإحداث من منطلق أنها امة واحدة بوحدة سياسية وعسكرية واقتصادية لها أمير واحد يجمع قواها وطاقتها حينئذ فإنها تكون قد تحركت حركة تندفع بها وتزمجر وحينها يحصل التحرير ..
ان حركة الأمة اليوم لابد لها من صياغة وفق معيار الرأي العام المبني على الوعي العام على قضيتها المركزية والتي بها نشأت كأمة مهابة كريمة وبها كانت تتحرك وتندفع وتزمجر فتخر لها الجبابرة ساجدين وبغيابها انتكست ألا وهي: عيشها بالإسلام عقيدة وشريعة في دولة خلافة ككيان سياسي يجمعها تابعية وجيشا و على أساس أنها صاحبة رسالة حقها ان تظهر على الدين كله. وبغياب الإسلام عن السلطان والخلافة تمزقت الأمة واستبدت بها أنظمة حكمتها بأنظمة رأسمالية أوردتها الفقر والتسلط والظلم تحكمها بدساتير وضعية وضيعة تهلك الحرث والنسل ويغيب بها الأمن ويخرب بها العقل. ولا مناص للأمة من هذا الواقع إلا بما صلح به أولها واستقام به عيشها وطال به عزها وهو قضيتها التي لا بد ان تنادي بها وهي إعادة الاعتبار للإسلام دستوراو سلطانا يحكم ويرسم فلا بد والحالة هذه من ان تنضم الجيوش لحركة الأمة وهي حجر الزاوية في استكمال الحدث للوصول إلى النتيجة التي ملأت العقل والعين والفؤاد والتي بها الخلاص .
ان هتاف الأمة للجيوش بان تنصر دعوة الخلافة باعتبارها رأيا عاما تعي عليه الأمة كسبيل للخلاص وللوصول إلى سعادة الدنيا والآخرة لهو ضالتها التي أفنت عمرا وعقودا تبحث عنها فلابد لها من ان تحكم الخطط وتصدح الحناجر بان الأمة تريد من الجيش نصرة دينها وتحكيمه ليدور السلطان مع الإسلام حيث دار فعناصر الحدث وقوامه الخلافة والجيوش, السلطان والقران دستور ومنهج حياة فهما أخوان لابد ان يعودا ولا ينفصلان بعد اليوم أبدا. وان هذا هو عين ما يخشاه قادة الكفر فهل بعد التصريح سؤال عن تلميح أو تصريح...يقول اوباما (وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن الثورات التي شهدتها عدة بلدان عربية لم تحركها قوى إسلامية ولكن هناك إشارات على أن هذه الانتفاضات ستفتح الطريق أمام قوى دينية..... وكان أوباما منذ تسلمه الرئاسة يدعو إلى بداية جديدة مع الإسلام، معتبرا أن المعتقدات الإسلامية لا تتناقض مع الديمقراطية، ولكنه أثار بهذا التوجه قلق صانعي السياسة الخارجية البرغماتيين وحلفاء مثل إسرائيل. واشنطن: «الشرق الأوسط»
تستعد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لاحتمالات قيام حكومات إسلامية في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ضوء أن الثورات الشعبية التي حدثت ستجلب قوى دينية سياسية إلى السياسة في هذه الدول صحيفة الشرق الاوسط
وسبق لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون أن حذرت دول المنطقة من تنامي قوة "المتطرفين"، وهو ما أكد عليه رئيس هيئة الاركان اليهودي غابي أشكنازي في مؤتمر هرتسيليا قائلاً "المتطرفون في صعود وعلينا الاستعداد لحرب شاملة".
وكان ديفيد كاميرون قد صرح قائلاً: "أخشى أنه كلما طال هذا الوضع ان بتعزز موقف الذين يريدون إقامة دولة مصرية لا نريدها".
واعتبر وزير الخارجية اليهودي ليبرمان ما يدور في مصر مشهد من مشاهد الصراع الحضاري قائلاً: "إن العالم مقسم اليوم إلى قسمين، معتدلين ومتطرفين. والصدام هو بين حضارتين، حضارة العالم الحر المعتدل وحضارة العالم المتطرف. ... فالإسلام السياسي هو الذي يسيطر على الشرق الأوسط ولا توجد قوة إقليمية تصده".إن الغرب وأدواته من الحكام، لا يخشون من قيام نظام كنظام كتركيا، فنظامها سند للنفوذ الأجنبي على اختلافه، ولا يخشون نظاما كالنظام الإيراني فهو يمثل دور البطولة في مسلسل غربي الصنع والإنتاج والإخراج، ولا من دولة كالسودان أو السعودية، بل يخشون أن تقوم للمسلمين دولة حقيقية، فتقضي على النفوذ الاستعماري الغربي، وتستأصل شأفة يهود وتقضي على كيانهم، بل تلاحق الغرب في العالم لتخليصه من هيمنة الرأسمالية اللاإنسانية، وتحريره من عبوديتها، لينعم في عدل وطمأنينة الإسلام.
من هذه الدولة ومن هذا التغيير الحقيقي والجذري يخشى الغرب وأدواته، فهل تدرك الأمة إلى أين تسير؟، وهل تدرك بأن بإمكانها أن تقيم الخلافة في مصر أرض الكنانة لتكون نقطة انطلاق نحو بلاد المسلمين والعالم، فتحظى بشرفي الدنيا والآخرة؟، هل يدرك أهل مصر الكنانة أنهم لازالوا كنانة الله في أرضه وأنهم أحفاد جند عمرو بن العاص وصلاح الدين والظاهر بيبرس وقطز فيكملوا الطريق حتى نهايته ولا ينخدعوا بخدع الحكام وأزلامهم والقوى الغربية الإسلامية عدوة الإسلام والمسلمين؟!! وفي هذا السياق يعنون الكاتب:غسان الريفي (حزب التحرير; منعطف تاريخي لإعلان الخلافة الإسلامية الراشدة!.... ";حزب التحرير"; مع الثورات العربية وضد ";الأنظمة الاستبدادية";: أمامنا منعطف تاريخي يمهد لإعلان الخلافة الإسلامية الراشدة!
نعم هذه هي حقيقة الحدث المفصلي والتاريخي والتي يجب ان تكون بصدده الأمة هذا واقعه وهذه ثمرته وهو ما يخشاه عدو الأمة وان هذه الحقيقة يتحمل أمانة إظهارها في الأمة وإحاطتها ورعايتها هم الثلة الواعية العاملة من أبناء هذه الأمة ما يلقي على كواهلهم الانتباه لخطورة المرحلة بدقائقها وتفاصيلها لذلك كان حريا وواجبا على الرجال من هذه الأمة والواعون من أبنائها ان يكون وجودهم وجود النذير العريان في وجه من يريدون اجهاظ الثمرة هذه وتحويل مسار الثورات إلى مطالب براقة تصرف الأمة عن نهضتها وعزتها وسعادتها وليكن الإزار والرداء والمظهر والجوهر والشعار عند الأمة هو واحدا باعتبارها امة واحدة لا تفرقها السدود وان علت ولا تمزقها القوميات مهما طال عليها الأمد ولن بثنيها عن ما ترنو إليه من عز الدنيا وسعادة الآخرة ثان..
إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }الأعراف128 قال تبارك وتعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ [الأنبياء:105-106]
سعيد الأسعد-فلسطين
6/6/2011م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق