السبت، 7 مارس 2009

حامل الدعوة وسّّلم القيم إيجاداً والتزاماً


بسم الله الرحمن الرحيم
حامل الدعوة وسّّلم القيم إيجاداً والتزاماً

إن أعظم قيمة يسعى لها الإنسان على الإطلاق هي السعادة بطمأنينتها الدائمة, وفي سبيل ذلك يبحث عن كل المقاييس والمفاهيم التي تحقق له ذلك, ومن البديهي أن وجهة النظر في الحياة هي الأساس الوحيد الذي يحدد المقاييس والضوابط التي تؤدي لتحقيق هذه القيمة العظمى(السعادة). والواقع أن بمقدور الإنسان إن يصل بفكره المستنير للحل الصحيح للعقدة الكبرى ما يضمن حل جميع العقد الصغرى في الحياة بما يضمن انتظام العيش في الجماعة والفرد ضمانة تحقق السعادة ومن المؤكد أن ما يصل له العقل في هذا الصعيد هو أن لا غنى عن نظام الخالق عز وجل لإقتضاء الحل الصحيح ذلك حيث يقوم على أن هناك خالقا للحياة والكون والإنسان وهو المدبر لها حيث لا تنتظم انتظاما يكفل السعادة إلا بنظامه وبما أن البعث حتمي والحساب والجزاء حتمي فان السير على نظام الخالق ضرورة حتمية لضمان السعادة بإذنه والرضوان بمشيئته نعم هذا هو الحق والحقيقة, غير أن البشر قد اختلفوا اختلافا كبيرا وقد تبلور اختلاف البشر منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا على ثلاثة أوجه : الأول -وهو الصحيح- هم الذين اتبعوا الرسالات -وآخر رسالة والخاتمة الجامعة هي الإسلام الذي يقوم على أن هناك خالق ومدبر-، وأما الثاني فيقوم على فصل الدين عن الحياة وأما الثالث فيقوم على أساس جحود الخالق والدين. ومهما يكن من أمر فان البشر وان اختلفوا بوجهات نظرهم وذلك باختلاف نظرتهم للحياة إلا أنهم مجمعون على مسلّمة واحدة الكل يدعي العمل من اجلها وهي السعي من اجل إيجاد القيم التي من شأنها أن تنظم الحياة للفرد والجماعة بما يحقق للفرد والجماعة أعظم قيمة على الإطلاق وهي السعادة وقد اجمع الجميع على اعتماد المقاييس والمفاهيم التي تؤدي لذلك, إلا أن الأكثر بداهة اليوم هو أن الإسلام وحده هو الكفيل بتحقيق السعادة واقعا وهذا ما يلاحظ تاريخيا من جهة وإفلاس المبادئ الأخرى وعجزها عن حل مشاكل الحياة وتنظيمها بما يكفل السعادة من جهة أخرى.



ونحن في هذا المقام لا نريد البحث الفكري لإثبات خطأ هؤلاء بقدر البحث عن مسؤولياتنا الكبرى وأماناتنا العظمى والتي ألُقيت على عواتقنا كحملة دعوة سيما وبعد إدراكنا القطعي لحاجة البشرية اليوم لكبير جهدنا وكثرة سعينا وكبوتقة تصهر المجتمع على عين بصيرة وبخطى واثقة بمقاييس الإسلام و آرائه ومفاهيمه وقناعاته والتي بالضرورة يجب أن نكون خير نماذج حية على أساسها قائلين قائمين بها وكي نكون عند حسن ظن ربنا بنا قائمين بما نقول، ولأن الأمة في الوقت الذي تكبر فيه الفكر لتنقاد به فإنها تنظر لشخصية حامله هل هو أهل لما حمل وحاضنا لما يدعو. وكذلك كي نرشد الأمة الى من هم أهل القيادة والريادة لكيلا يزاحم في هذا الشرف والفضيلة من ليسو بأهلها فكان حريّا بنا و واجبا حتميا علينا أن نكون على قدر المسؤولية وخصوصا المسؤولية في التزام الحق و القيام به.

إن من ابرز ما يعين حامل الدعوة ويكون له زادا دائميا هو الإدراك التفصيلي والالتزام التفصيلي لمقياس من أعظم المقاييس التي يسعى بكل جهد لصهر الأمة على أساسه لتقوم الحياة الإسلامية بالقسط ألا وهو ميزان الإسلام للقيم وان سنة الدعوة تقتضي بأن سر نجاح الوصول لخير التزام به وإقامة الحياة على أساسه هو أن يكون حملة الدعوة ميزان قيم بحد ذاتهم لذلك فإننا نجد أن الله عز وجل قد لفت النظر إلى أدق التفاصيل في التزام الأعمال الجزئية حيث اعد اجزل الثواب وعظيم الأجر عليها حيث قال تعالى: ( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )(التوبة: الآيات 121, 120)

إننا بفضل الله قد وصلنا باستقراء أحكام الإسلام لإدراك قيمة الأعمال القيمة الحقيقية الأمر الذي لم يصل له أصحاب المبادئ الأخرى ففي الوقت الذي يعتبر الرأسماليون أصحاب المبدأ الحر القيم بالاعتبار المادي وبقدر ما في الشيء من منفعة مادية تكون له قيمة واخضعوا الأمور المعنوية والخلقية كواقع موجود لهذه القيمة الاعتبارية مما أحال مجتمعاتهم إلى غابة وحوش ، القوي فيها يأكل الضعيف والابن لا يعرف أباه إلا على هامش الحياة أو بقدر ما تحقق له هذه المعرفة من كسب مادي وقد يقتل المرء أخاه أو ابنه أو أباه لدفع خسارة مادية أو جلبا لربح في الوقت الذي لا يعلم احدهم بوفاة والده إلا من بائع الحليب الذي اكتشف موته بعد أن أزكمت رائحة جيفته انف ذلك البائع لمرور الوقت على وفاته من غير أن يسال عنه احد مع أن ابنه من سكان حيه لماذا لان هذه المجتمعات لا تقيم وزنا للقيمة الإنسانية أو الأخلاقية إلا من خلال القيمة المادية لاعتقادهم و وهمهم أن السعادة تأتي بذلك, نعم إن تخبط هذه المجتمعات في دياجير الفوضى المادية والاحتكار والجشع والغش والظلم والقلق النفسي والخواء الروحي كل ذلك بسبب عدم توصلهم لمعرفة قيم الأعمال على حقيقتها فكانت القيم عندهم اعتبارية ونسبية ولم تكن حقيقية وبالمقابل فان هذا الواقع الفاسد و السيئ والمقرف يُري مدى قيمة ومسؤولية من توصل بل وهدي إلى معرفة القيم الحقيقية من روحية و إنسانية ومادية وخلقية وبأروع بلورة وأدق فهم بل وأكثر من ذلك معرفة سلم الأولويات عند التعارض ولزوم تقديم قيمة على أخرى لقوله عز وجل(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة:24)

نعم في الوقت الذي يدرك فيه المسلم حامل الدعوة أن التزامه بمقياس القيم الأربعة وفق سلم أولوياتها يدرك أن التزامه يجب أن يكون على اعتبار أن القيمة الروحية هي الأساس باعتبار أن مقياس الأولويات إنما يكون بحسب أوامر الله وابتغاء رضوانه يصل بذلك إلى هدوء النفس وسعادة العيش في الدنيا والآخرة ففي الوقت الذي يدرك منه أن السعي لطلب الرزق يحقق قيمة مادية من جهة فانه يراعي التزامه بأمر الله فيحقق القيمة الإنسانية بكده على عياله ويدرك أيضا انه يحب أن يراعي في سعيه هذا تحقيق القيمة الخلقية فلا يخون أمانة ولا يكذب ولا يخلف وعدا ولا ينقض عهدا وفي نفس الوقت فانه إذا تعارض سعيه في طلب الرزق مع حمل الدعوة كأن يعمل في النهار والليل فلا يدع مجالا للدعوة أو أصبح في عمله ضرر على الدعوة أو فيه ترك واجب أولى من سعيه حسب أوامر الله فانه سرعان ما يقدم الأولى تحقيقا للقيمة الروحية وفقا لأوامر الله عن رضا وطمأنينة وبتنسيق من لطيف خبير لا تناقض فيه. وفي السياق ذاته لا يهمل شيئا قد يراه الناس يسيرا أو قدر يراه البعض جزئيا فهو يدرك إن الكليات تقوم على الجزئيات وان الجزئية تأخذ حكم الكل في الوجوب وان ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب, فلا يستهين بأي أمر كلف به لان أي استهانة تعد خطرا من وجهين الأول انه استهان بأمر قد أمر به الله عز وجل ليس للمرء أن يتقدم عنه أو يتأخر مهما كان من أمر والثاني هو عدم إدراكه بان عمله جزء من كل وان الكليات تتوقف على الجزئيات وان الله عز وجل قد لفت الأنظار إلى الأعمال الجزئية تماما كما أوجب واجزل العطاء والثواب على الكليات ومن البديهي انه لا يستهان ولو لمرة واحدة في الصلاة ولا يستهان أيضا على نفس القياس بتوزيع مادة كلف بها الشخص للدعوة بحجة انه واحد من كثيرين وانه لا يساوي شيئاً - أي بتقصيره – قياسا بقافلة كبيرة العدد والعدة أو بمسيرة طويلة عظيمة . إن الحقيقة الشرعية القطعية التي -تبقي باستمرار- هي أن كل حامل دعوة إنما هو على ثغرة عليه سدها وانه حامل أمانة عليه أداؤها في أي مكان يعيش فيه ولو كان في احد قطبي الأرض ما دام هناك دعوة أو مجال. فحامل الدعوة هو صاحب حق يفخر به في مجال عمله وفي حله وترحاله فكما أن من يطلب النصرة ويعمل في خطر خط النار قد تقدم باسم الجماعة وعن كل واحد منهم والوفد الذي يحاسب حاكما ظالما أو قضاة متجاوزون أو وزراء أو ينصح نوابا إنما يقوم بعمله يوم يقوم به عن الجماعة وباسمها ويكون قد سد ثغرة وملأ شاغرا كان أهلا لسده وعلى هذا المنوال يجب أن يفهم حملة الدعوة قيمة أي عمل يقومون به ما دام هناك عمل ومجال للدعوة في أي مكان يعيش فيه حامل الدعوة فهو واحد من مجموع وجزء من كل يجب عليه أن يسد ثغرته لأنه عنوان الدعوة وصوتها في هذا المقام ذلك لأنه رقما مهما في دعوة ضرورية عظيمة وان العمل لمجرد أن أمر به الله وارتضاه فهو عند الله قيم وهو إذاً عند حامل الدعوة عظيم, نعم لا يقال أن هذا الاتصال برجل واحد ومن رجل واحد وهذا لا يذكر أمام الاتصالات الكثيرة الناجحة ولا يقال أن مجرد التزامي بالحلقة أسبوعيا يغني عن حمل الأفكار للناس حملا سياسيا مؤثرا فانا واحد من مئات الآلاف وهذا لا يضر الدعوة وماذا سأقدم في مسيرتها أو أن توزيعي أو عدم توزيعي للنشرة لا يؤثر كثيرا على زخم حملات التوزيع لنشرة في الولاية ومناطقها أو أن كسبي لقيادة الناس في منطقتي لا يؤثر أمام حملات الكسب التي يقوم بها الناس في الكسب وغير ذلك من الأعمال الكثيرة والتبريرات الأكثر, أن مثل هذه العقلية لم تبن على قاعدة القيم والتي نريد أن نبني على أساسها عقلية ونفسية الأمة فكيف بالله عليكم سنبني الأمة، على أن مجرد أسقاء العالم شربة ماء لها مقام عند الله يوم القيامة فكيف بأجل الأعمال و أشرفها؟! و لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم. كيف لحامل دعوة- ازدرى بجزيئات الأعمال - أن يجعل تجار اليوم يفتحون بلادا كبيرة بتجارتهم في الدعوة قبل تجارتهم المادية كما فتح الأولون بلاد اندونيسيا عندما تاجروا بالدعوة وقدموها على تجارة الدنيا وكيف -بالله عليكم- لحامل دعوة –غاب عنه سلم القيم- أن يصنع امة ترى أن غدوة أو روحة في سبيل الله خير مما طلعت عليه الشمس و أن يصنع رجالا يرون أنهم إذا تقربوا من الله شبرا تقرب منهم ذراعا و أنهم إذا تقربوا منه ذراعا تقرب منهم باعا وإذا أتوه ماشيا جاءهم عز وجل هرولة، وأين حامل الدعوة من أن الدعوة بتفصيلاتها وأعمالها الجزئية هي أعظم عمل يقوم به البشر على الإطلاق, نعم أين هذه العقليات والنفسيات من أولئك الذين أتوا رسول الله في غزوة العسرة فلم يجد ما يحملهم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حرقة وحسرة لما سيفوتهم من قيمة عظيمة في سبيل الله, وأين هؤلاء من خبيب عندما قال وفعل:

ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي

نعم لم يقل أن ثباتي ونضالي هو كثبات سحابة صيف فلا يضر الدعوة لو كفرت فلا ثبت ولا ناضلت لم يقل ذلك ولم يرد لذهنه البتة بل أن إدراك قيمة الكفاح والنضال والثبات في سبيل الدعوة والإسلام إنما هو ثبات للدعوة برمتها وما هو إلا نموذج الدعوة في هذا المقام وصورة طبق الأصل من صورها بل هو الدعوة كلها من هذا الموقف وما عليه إلا أن يتحمل مسؤولياتها كاملة فما عليه إلا الثبات الثبات. وأين هؤلاء من أولئك الذين قال احدهم لأقتل أو أصاب بكذا وكذا أهون علي وخير لي من أن يشاك النبي بشيء بسيط بل ويظل آمنا قريرا في موضعه صلى الله عليه وسلم وذلك حفاظا على رسول r والدعوة, نعم فوالله وتالله أن هذه هي الهمم وهذه هي العواتق القادرة على إقامة مجد الإسلام، تلك هي العقليات والنفسيات التي تدرك قيمة أي مقام تمليه عليهم الدعوة في أي زمان وأمام أي صعوبات, نعم هذا ما تحتاجه اليوم-والله- لنعيدها خلافة على ذات المنهاج وبنفس الشخصيات وبغض النظر عن حجم العمل أو حجم العامل أو مكان العمل أو العامل.

إن إدراك قيمة أعمال الدعوة وخصوصا أن من شانها أن تعيد حياة الإسلام للوجود من جديد والتي ستكون سببا مباشرا في رفع إثم القعود عن تطبيقه عن جميع المسلمين في جميع أقطار الأرض والتي من شانها أن تحفظ بلاد المسلمين وأعراضهم وأموالهم والتي من شانها أن تعيد سيرة الفتوحات والانتصارات والجهاد في سبيل الله على عدة جهات والتي ستؤدي إلى وصول الإسلام وبلوغه ما يبلغ الليل والنهار حتى يسير المسلم يقطع أرجاء الأرض بطولها وعرضها لا يخاف إلا الله عز وجل.

أن دعوة هذا شانها وتلك قيمتها لجديرة بالتضحية و البذل و تقديم الأرواح في سبيلها ، ولن يدرك –والله- المرء قيمتها على حقيقتها إلا في يوم واحد فقط هو يوم ينصب ميزان عدل الرحمن لان قيمة الدعوة لجزئياتها في أي عمل وأي عامل وأي مكان وزمان لا يعلمها إلا الله على حقيقتها مع إدراكنا وقناعتنا التامة بجزيل ثوابها في الآخرة وعظم أثرها في الدنيا.ثم إن إثم الجاهل ليس كإثم العالم وان جاهلا بالذهب أو بقيمته يرميه بخلاف من يعلم واقعه وقيمته فقطعا لا يفرط به إلا في حالة واحدة وهي أن ينتكس فيجن أو يشذ, وعليه فلا يبقى لحامل الدعوة الذي يعلم قيمة ما يحمل ويدعوا له وثمرة ما يدعوا ويصنع في الدنيا والآخرة لم يبق له أدنى مبرر أو اعتذار وخصوصا بعد إدراكنا لثقل الأمانة التي تحمل وحجم المسؤولية التي نضطلع بها وهي مسؤولية التحرير, فأمانة تطبيق الإسلام في الحياة وأمانة حمله رسالة للعالم ومع إدراكنا للقيمة الحقيقية التي تعود من ذلك على البشرية جمعاء بكل خير وسعادة, إن أمانة هذا حجمها لا تدع مجالا لحاملها أن تهدا ثورته أو تسكن له حركة أو تضعف له عزيمة ولا أن يستريح نهارا ولا أن يخلد لسِنَة من نوم, وان اضطلاعنا بمسؤولية التحرير تحرير امتنا بل والعالم بأسره من الشقاء الذي يعيش فيه والظلام الذي أطبق عليه لا يدع مجالا لأحد منا أن يقول ماذا ستخسر الدعوة بتقصيري أو ماذا سيكسب العالم من عملي لان الدعوة والإسلام والأمة بل والعالم اجمع يحتاج إلى كل حركة وسكنة بل وكل نفس ورمق وكل لحظة من لحظات حامل الدعوة, فهل هناك أمانة أثقل من هذه ؟!! و هل هناك مسؤولية أعظم منها؟!! فأين الرجال الرجال الذين يحملون هذه الأمانة حق حملها و يوقفون أنفسهم في سبيلها ؟؟

هناك تعليق واحد: