السبت، 14 مارس 2009

مفاهيم خطرة على الإسلام والمسلمين ، الديمقراطية

بسم الله الرحمن الرحيم
مفاهيم خطرة على الإسلام والمسلمين
الديمقراطية

إن واقع الديمقراطية وحكم الإسلام فيها غني عن البحث ، فقد أغنى حزب التحرير – ولله الحمد – عن البحث بها ، فأبان زيفها وقام بتعريتها حتى أظهر كفرها ومناقضتها في الأصول والفروع للإسلام ، فالحزب في دوره الريادي في الذود عن الإسلام قد حرص كل الحرص على أن ينفي عن الإسلام تأويل المبطلين، وهو يطمح إلى أن لا يمرر على المسلمين أي فتنة في الدين ، فظهر بذلك لكل ذي عينين بطلان الديمقراطية واقعاً في ديارها، فظهر كذب أهلها، وكفر أساسها، وزيف فروعها حتى ظهرت أسوء من شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ، ومن أراد الحجة القاطعة والاستدلال الواضح الفاضح لها، ولمن يتسترون خلفها باعتبارها نظام كفر يحرم أخذها وتطبيقها والدعوة لها حرام قاطعاً مؤكداً ، فعليه بالرجوع إلى ما أصدره الحزب في هذا الباب موجوداً في كافة مواقعه، وفي كثير من نشراته ومذكراته، وندواته ومناظرات شبابه .
وان ما نحن بصدده هاهنا ألان فهو ثلاثة أمور :



1- إن هذه الديمقراطية الخبيثة واقعاً ودعوةً ، يدلس على الناس بأنها البلسم الشافي، وان فيها من الخير ما فيها، وعلى هذا الأساس يدعى لها في بلاد المسلمين، ولكن في حقيقتها يدعى لها كبديل عن أنظمة الإسلام في الحكم، وكمعول هدم بما انبثق عنها من حريات أربع لتودي بأحكام الإسلام في كافة الصعد، في علاقات المسلم الثلاث، وهذا ظاهر في مناقضتها للإسلام في أصلها وفي كافة فروعها، فأصلها لا يجعل السيادة للشرع بل يجعلها للشعب، وهذا واضح صراح بل هو تعريف الديمقراطية عند تعريفها، والله عز وجل يقول: " إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ(57) " ، سورة الأنعام . وكذلك فان الهدم واضح في الحريات الأربع : فحرية الاعتقاد إذا ما دعي لها، وأقرت في بلاد المسلمين فهي معول هدم للعقيدة الإسلامية لأن من مقتضيات حرية الاعتقاد، حرية المرء في ترك عقيدته متى شاء مفتخراً بذلك محتمياً بالديمقراطية فهي في ذلك حماه ، وأما الحرية الشخصية فهي الهدم الصريح للنظام الاجتماعي في الإسلام ، فللبنت ان تخرج مع صديقها متى شاءت، وتكشف عورتها متى شاءت، مُحتميةً بالديمقراطية فهي في ذلك حماها ، وأما حرية التملك فهي الهدم للنظام الاقتصادي في الإسلام، لأن الشخص له أن يختلس ويسرق ويغش بذكاء ، ولأن الديمقراطية حماه ما دام حاذقا،ً وأما المغفل فلا تحميه ، وأما حرية الرأي فإنها الهدم لكرامة الإسلام بالنيل منه، ومن نبوته، بتبريرها لكل آبق ناعق شاذ وشتام فالديمقراطية حماه ، فعلى هذا الأساس يدعى للديمقراطية في المسلمين ، وفي بلادهم، فهل يرضى المسلمون بها بديلاً عن دينهم ؟؟ يقول عز وجل : وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) " ، سورة آل عمران.

2- ان تعاطي بعض علماء المسلمين، وبعض الحركات الإسلامية مع الديمقراطية باعتبارها بضاعتنا ردت إلينا، على ما ظهر منها من مناقضة تامة للإسلام في الأصل والفرع، لهو مشاركة في دعاوى الكافرين، وإعانة في حملات التبشير بها بما تحمله من إشاعة للفساد والانحلال في المجتمع الإسلامي، فوق ما نعاني من غياب الإسلام، وعدله، ورحمته عن الحياة والدولة والمجتمع ، ان التذرع بان هناك شَبه بين الشورى والديمقراطية، وما من شبه والله. فلن يغني ذلك صاحبه من الحق شيئاً، لأنه بعد ما تبين الحق من الباطل لن يتبقى عذر لأحد، ولا يقبل من أحد، ولم نسمع يوماً من أحد أنه يقول : ان هناك شبه بين الحق والباطل، بل ان الحق أحق ان يتبع، وان الباطل حقه ان يزهق، لا أن يحضن ويدعى له ، مصداقاً لقوله عز وجل : " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) "، سورة الأنبياء .

3- المسلمون وبلادهم قد انعم الله عليها بالإسلام عقيدة ونظام، ورسالة كاملة صافية محفوظة ، بإذن الله، فحق عليهم ان يعيدوا للرسالة اعتبارها، وسيرتها الأولى، وحرام عليهم ان تتحول بلادهم وسواد أبنائهم؛ من أبناء دعوة ورسالة، وبلاد دعوة ورسالة إلى عالة يتخطفهم الناس، يرمون على رؤوسهم جيفة الديمقراطية بديلاً عن دينهم .
ان الرسول الله صلى الله عليه وسلم رأى مع عمر بن الخطاب قطعة من التوراة، ينظر فيها فغضب، وقال :" لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصدقوا به ، والذي نفسي بيده ، لو ان موسى كان حياً ما وسعه الا أن يتبعني " رواه احمد .

فلم يسأله عن المبررات، مع انه من خيار الصحابة الذين هم أكرم البشر عند الله بعد الرسل ، فكيف بدعوى الديمقراطية بين أظهرنا بما تحمله من شر مستطير، وفساد كبير، وعليه فانه لا عذر ولا مبرر لمن يرى شيئاً من شبه بعيد بين الشورى والديمقراطية، وهذا ان وجد ، فأي مبرر باسم الشبه، وأي شبه يقتضي ترك السيادة للشرع، لقاء السيادة للشعب، أو لهدم أنظمة الإسلام، لقاء حريات فاجرة ، وإزاء هذا الواقع المزري، ما على المسلمين الا أن ينبذوا الديمقراطية نبذ الجيف، وان يفروا منها فرارهم من الأسد، وان ينقضوها من أركانها لا في بلادهم فحسب، بل وفي معاقلها، لأنها شرّ لا على أهلها فحسب بل على العالم بأسره ، وما على العلماء، والحركات الإسلامية الا القيام بواجب الذود عن الإسلام في هذا المقام، وإظهار الديمقراطية على حقيقتها، لا التشدق بها، والدعوة لتطبيقها، واتخاذها مثالاً اعلي. وان الواجب فوق هذا ومن قبله هو اليقظة على ما يروج في بلاد المسلمين من بضاعة غربية، ووضعها موضع الريبة والتهمة، لا القول بان بضاعتنا ردت إلينا، فبضاعة الإسلام لا ولن تضيع، بل هي محفوظة بحفظ الله، وما الدعوة للديمقراطية ليل نهار، والترويج لها من جميع وسائل الإعلام، ومن بعثاتهم، وسفاراتهم ، وإرسالياتهم، وجيوشهم من عملاء ومفكرين وحكام، الا دعوة ردّة عن الإسلام، وإهلاكا للحرث والنسل، ما يظهر بكل جلاء خطر هذه الديمقراطية على الحرث والنسل، مايقتضي الوقوف وقفة عز أمامها، لتقويضها بحربها حرباً لا هوادة فيها، ليظهر الحق ويزهق الباطل، ولو كره الكافرون يقول عز من قائل محذراً: " وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ" ، سورة البقرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق