السبت، 14 مارس 2009

أين وصلت الأمة في التهيئة لمشروع الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

"أين وصلت الأمة في التهيئة لمشروع الخلافة وأين وصل الحزب"

لقد حق القول بأن مشروعاً بدأ بناؤه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يظل عصياًعن الاندثار وقد حق القول بكرامة من أعاد في الأمة الحركة من جديد للنهضة بمشروع وجودها وحياتها فحق له أن يكون أهلاً للتجديد فوصل ما انقطع ، فنعم الواصل والموصول،فصل الله على الباني وارض الله عن المقتدين الواصلين .

وباعتبار أن حزب التحرير هو نبض الأمة وعينها فإن المسيرة واحده هي مسيرة الأمة يقودها الحزب بعقله وقلبه وإن من أعظم ما أنعم به الله على الأمة والحزب هو إدراكه للأمور العظام التي هي بمثابة ركائز قام على أساسها بناء الأمة وعليها تتوقف الحياة :



1. العقيدة الإسلامية باعتبارها عقيدة روحية سياسية، فالعقيدة ليست انتماء فحسب بل اساس العيش وبها الحياة ومن أجلها يبذل المرء حياته رخيصة ، وهذا مقتضى الوعي على حقيقتها باعتبارها فكرة كلية تحل العقدة الكبرى للإنسان ،يفسر من خلاله معنى وجوده والى أين مصيره وباعتبارها قاعدة فكرية تنبثق عنها أنظمة الحياة ومقياس الأعمال والغاية من الحياة وتبنى عليها كل معارف الدنيا وعلومها وباعتبارها أساس القوانين والدستور وهي المصدر الوحيد للقوانين ومواد الحكم حتى في شكله وأجهزته وباعتبارها قيادة فكرية يخضع لها وتنقض بها كل عقائد الدنيا فهي الحق والحقيقة وما سواها باطل هي مشعل هداية لا بد أن يستضئ العالم كله بنورها فعلى هذا الأساس تؤخذ العقيدة وبهذا الاصل بنى صلى الله عليه وسلم نواة الامة الاسلامية والدولة الاسلامية ألا وهم كتلة الصحابة ،يقول الله عز وجل " فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا . " 23 سورة طـه. " قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ" (15)سورة المائدة .

2. الاسلام مبدأه فكرة زوطريقةو الخلافة هي حامية وحصن وهي الطريقة الوحيدة في التنفيذ والتطبيق ،يقول الله عز و جل " ...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ..."3 المائدة وهذا معنى الرسالة الحرفي ،فالفكرة وحي من الله والطريقة كذلك والربط بين الفكرة والطريقة أوجب الواجب وتنفيذ ذلك لا يكون إلا بالخلافة فهي تاج الفروض.فلا تخرج نصوص الاسلام عن أمرين فكرة وطريقة لها وهذا معنى المبدئية ، وقد اتسعت نصوص الاسلام لتستوعب الحلول لكل زمان ومكان وذلك باتساع تشريعاته واتساع لغته وخاصيته، والاجتهاد اداة الفهم والإستنباط وسر التقدم والسمو يقول عز وجل:" وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " (89) النحل ...."،ويقول الرسول ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ : " ‏إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ...".

3. الجهاد هو الطريق الشرعي لحمل الاسلام وهو وحده طريق حمل الدعوة في الدولة وأما باقي الاساليب والوسائل فهي لا تعدو غير ذلك ولا يصح أن تكون بديلاًعن الجهاد يقول عز وجل" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم ..."،ويقول صلى الله عليه وسلم " ‏أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى ‏ ‏يَشْهَدُوا ‏ ‏أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏ ‏رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ‏ ‏عَصَمُوا ‏ ‏مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ "،إن مهمة الجهاد هذه تلقي بظلال كبيرة على الدولة حيث تقوم سياسة التصنيع في الدولة على أساس السياسة الحربية فالدولة والامة انما وجدت من اجل هذه الرسالة ولا تحيا الا بها فهي ماؤها وهواؤها وسر طاقتها وسبب حركتها .
ان هذه الركائز الثلاثة العقيدة والخلافة والجهاد وهي ثمرة العملية الصهرية في الامة التي هي مشروع الحزب فقد قام الحزب على توحيد أراء الامة وأفكارها و أحكامها ومشاعرها ليتوحد هدفها وتتجه حركتها اتجاها صحيا باتجاه الحياة الاسلامية وحمل الرسالة بالجهاد .
لقد غالب الكفار المسلمين امة ودولة ردحاً طويلاً من الزمن بالامور العسكرية فكانت الامة والدولة تنتقل من انتصار لانتصار وقليلاً كانت كبواتها الا أن العاقبة كانت للمسلمين الى أن أدرك الكافر هذه الاسرار الكامنة في وجود المسلمين فهي أصل النشوء وسر البقاء والقوة والانتصار فكانت الهجمة الشرسة على العقيدة والخلافة والجهاد فكانت الغزوات التبشيرية والفكرية والثقافية تنصب على هدم هذه الركائز من حياة المسلمين للقضاء عليهم وقد كانت الهجمة على العقيدة لتفريغها من حيويتها وتحويلها الى عقيدة وراثية وجدانية روحية ،حدودها الانتساب لها والنتماء الاسمي لا يتجاوزه ،فاصبحت ترى المسلم لا يدرك فرقاً بين شركة المضاربة والشركة المساهمة ولا يرى غضاضة من اكتظاظ الناس في البنوك الربوية ولا يرى أو يسمع منادي الجهاد ولا يرى قضاء بحسب الاحكام الشرعية يستغرب من حديث من يعتلي المنبر بالسياسة ولا يعجب من الدعاء للحكام بطول البقاء وهكذا اصبحت ترى الاسلام غريبا او هكذا أريد للعقيدة ان تفقد حيويتها وتاثيرها في الحياة وفي الجيل .هذا من ناحية العقيدةوأما من ناحية الاسلام كمبدأ عقيدة انبثقت عنها احكامه لتتعلق في كافة شؤون الحياة وهو باعتباره بمثابة معالجات وانظمة تكفل باذن الله العيش الكريم .حرص الكافر المستعمر على ان يضع انظمة بديلاً عنها وان يضرب الفكرة وان يحرف الطريقة وان يطلق للعقل العنان وبالزيادة والنقصان وان يجعل مشايخ وعلماء يحيطون بالسلطان يقضون له ما لا يقضون للاسلام ولا به، باعو دينهم بعرض او بدون عرض وقد كانت هناك منادات بالحريات وبكل جرأة بفصل الدين عن الحياة وحظر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وسجن وعذب وقتل الكثير من حملة الدعوة للاسلام وكل من حاسب أو كشف خطة أو دفع في احباط مؤامرة على الامة.حتى اصبحت ترى على اكبر المنابردعوة لحل الربا أو شرب القليل من الخمر أو تسويقاً للشركات المساهمة أو استبدال القوانين العقوبات الوضعية بالعقوبات الرحمانية.وجواز الصلح مع اليهود وهكذا .

وإن الحقيقة الكبرى تنطق بمدى حقد الكفار على الخلافة باعتبارها الطريق العملي الاوحد الذي به يحيا الاسلام في الوجود وهي مقتل العز والقوة في المسلمين وفي هذها الصدد يقول وزير خارجية بريطانيا بعد هدم الخلافة آن ذاك :"القضية ان تركيا قد قضي عليها ولن تقوم لها قائمة لاننا قضينا على القوة المعنوية فيها الخلافة والاسلام ".وقد رميت كثير من أحكام العقوبات بالتطاول عليها من قبل مفكري الغرب لضرب ثقة المسلمين بصلاحها فوصفوا قطع يد السارق ورجم الزاني بتجاوز حقوق الانسان وكذلك قتل المرتد عن الاسلام وأما تعدد الزوجات فوصفوه بامتهان المرأة وتجاوز حقوقها وأما الجهاد فوصفوه بالهمجية وتجاوز حدود الناس وحرماتهم وهكذا حتى حرصو على تقزيم مفهوم الجهاد عن طريق تضليل مجموعة من العلماء من جهاد الامة والدولة تحمل به الرسالة للعالمين الى جهاد فردي أو مجموعات صغيرة ولحاله الدفاع عن النفس بحسب واما ارتباط الجهاد بالاسلام كطريقة وحيدةلحمله رسالة الى العالم فهذا مالا يلتفت اليه احد الا حزب التحرير فقد انبرى لهذه القضايا كلها وبين وجه الحق والحقيقة فيها لا يدافع عنها بل يحملها كنور وحق يقذفها بكل حجية وقوة يقذفها على الباطل .حتى أعاد لأذهان المسلمين سيرة الجهاد والدولة واعطى الحكم حجمه وأعاد له قوة الطرح دون استحياء من أحد.

إن الامة الاسلامية في مسيرة حزب التحرير فيها قد قطعت بفضل الله وتوفيقه شوطاً صعباً طويلاً عادت من خلاله عوداً حميداً للاسلام وخلعت عن نفسها كل دعوة جاهلية وطنية أو قومية أو مذهبية أو عصبية فقد عاد للعقيدة عز رابطتها في المسلمين كأنهم رجل واحد في مشاعرهم يغضب ابن اندونيسيا لجرح الشيشان و فلسطين والعراق و الافغان ونفس الغضب تراه مروراً بكل بلاد المسلمين شامهم ويمنهم ومصرهم ومغربهم وعربيهم وعجميهم لا يحول بين تحركهم الا حكام قد حان قطافهم وآن زمن زوالهم ،وقد عاد للعقيدة نورها وحيويتها في عقول وقلوب المسلمين فأصبحت ترى شوق الجمهرة في المسلمين وشدة حنينهم لعودتها قيادة فكرية وبديلاً عن المبدأ الرأسمالي يفاخرون بعقيدتهم على الدنيا وما ثورة المسلمين وغضبهم من اندونيسيا الى المغرب مروراً بباكستان وفلسطين ولبنان والمغرب على إهانة المصحف الشريف والنيل من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بتنظيم من حزب التحرير الا دليل على مدى تحرق المسلمين وتحرك العقيدة في نفوسهم ولولا حكام المسلمين لكان فعل المسلمين أعظم ولكان ردهم أنفع .إن حاضر المسلمين اليوم يظهر مدى تفهمهم لحقيقة مبدئهم العظيم و إن أنظمته كفيلة برفع الظلم والضيم والفقر والقهر ليس على المسلمين فحسب بل وفي العالم أجمع ولعمر الحق إن ما أودى به النظام الاقتصادي الراسمالي بالعالم اليوم الى فقر لم يشهده ولم يسمعه بشر من قبل وإن الموت الاحمر شاغراً فاه من جراء الاحتكارات الراسمالية للغذاء والدواء و إن الدمار الاجتماعي وعموم الخوف وذهاب العقول واستشراء الرذيلة وضياع الانساب والحط من قيمة البشر في كافة المجالات كل هذا قد جعل المسلمين على قلب رجل واحد يفتخرون بانظمة اسلامهم وبعظيم ما سيصنعه عند التطبيق من سمو فكري ورخاء اقتصادي ومن أمن وسعاده وإن ما كان يضربه حزب التحرير من امثلة وما ينذر به وما بشر به قد التف المسلمون حوله سواء في اتجاه الروابط فيما بين المسلمين أو في أنظمة عيشهم أو استقرار حالهم وسعادتهم ومدى حاجة العالم لاسلامهم فاصبحت تسمع في المسلمين عبارات اجمعوا عليها في احاديثهم في مجالسهم وفي حلهم وترحالهم في كافة مجتمعاتهم وبلادهم من مثل "اللهم ولينا الصالح ""اللهم أعز دينك " "الله يريحنا من هذه الانظمة " "الله يعزنا بالخلافة " "اعلنوها واريحونا " "والله ما النا الا هالدين "

وإن الناس اليوم في أشد إقبال على الحزب ودعوته وهم اليوم أشد التفافا حوله وأشد قربا منه واشد الحاحا عليه بأن يعقد اللواء ويرفع الرايه .

إن حالة الجهوزيه في المسلمين وعزمهم والتفافهم حول العاملين للخلافة جعلتهم يحدقون بأبصارهم ويشدون على مكامن القوة فيهم للانتقال الى المرحله العمليه التي يعاد فيها مباشرة تطبيق انظمة الاسلام وتعود الخلافة هي راعيهم وقائدهم ومخرجهم والعالم مما هو فيه من انهيارات في كافة الصعد وهذه الحقيقه قد ادركها الكافر في المسلمين حتى هالته الى درجه جعلته ينهال بتصريحاته المنذره بالويل والثبور والضياع من عودة الخلافة .

وقد استنفر مراكزه البحثيه وقد خلص الى واقع حاصل لا محاله وهو ان الخلافة وعودة الامه اليها اصبحت واقعا وهاجسا مرعبا وانه لا بد من التعامل معها بشكل جدي ومستعجل .

وكان التعامل معه من ثلاثة اتجاهات

1- اعلان الحرب والنفير العام على المسلمين وبلادهم باتجاهين ,الاتجاه العسكري وهو ماثل في العراق وافغانستان وذلك للتبكير في الوجود العسكري بالحجم الضخم ولشحن القواعد العسكريه وتعزيزها باستمرار وللاشراف العسكري على تقسيم المناطق المهمه مثل الخليج واسيا . والثاني الاتجاه الثقافي والفكري لمحاولة هدم الجيل القادم وتخريب ما عمر في النظام الاجتماعي ومحاوله يائسه في صراع الافكار وما ثورة الفساد التي تقودها أمريكا في مناهج التعليم وعلى صعد عدة وخصوصا تحريض المرأة على الترجل وللقضاء على الأسرة ، ونشر الرذيلة في المسلمين ، وفتح المجال امام كل الوسائل لذلك عبر الفضائيات والانترنت إلا دليل على استعار هذه الحرب المضادة لما وصلت اليه الامة في مسيرة حزب التحرير . والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى . وهي بعدد الأيام التي نعيشها بل والساعات واللحظات، وهي بحاجة في المقابل الى استمرار وكثرة التحدي عند المسلمين لها وديمومة التفاعل مع كل ما ينزله الحزب في هذا الصدد للتصدي لكل ما يطرحه الغرب الكافر من أدران ومهالك للحيلولة دون عودة الأمة الى خيرها وبلوغ هدفها مع حزب التحرير .

2- محاربة الحركات الاسلاميه وعلى راسها حزب التحرير لكونه الرائد في مشروع الخلافه وكل حركه فيها اخلاص وصدق. وذلك من خلال الملاحقات الماديه والمعنويه والفكريه ومن ذالك عقد مؤتمرات ومحاضرات ودروس وخطب وحلقات وندوات اذاعيه وتلفزيونيه وتربويه ضد الفكر(المتطرف) و(التكفيري)و(الرجعي)كما يدعون ,وكل هاذ في محاوله يائسه لايجاد النفور بين الامة وقيادتها في ميدان التغيير والنهضه وقد استعمل في هذا العمل كثير من علماء مشهورين ليؤثروا بكل ما اوتو من قوه في اثاره المشاعر والبيان ليصدو عن سبيل الله وهذه حاله ليست غريبه على من ليس أهلا لحمل ميراث النبوة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ ‏ ‏وافر " .فنقول لهم محذرين لهم سخط الله بان هذه الدنيا المؤثره عندكم قد بعتم اخرتكم وعمارها ونعيمها بها وهي لا تساوي جناح بعوضه ، فقوموا وانضموا الى رجال أمتكم وإلى خنادق عزتكم كي تكونوا في مراتب سيد الشهداء خير لكم لو كنتم تعلمون أضف الى ذلك الحملة الإعلامية المقصودة السافرة للحيلولة دون وصول صوت حزب التحرير ، وأخباره ، وإنجازاته ، وتحركاته العريضة واللحظية في تحريك الأمة في مشروع نهضتها عبر القارات الخمس ، وعلى الرغم من انتشار مكاتبه الاعلامية وممثليه الاعلاميين ومجموعة من الناطقين الرسميين باسمه فإنه قد أحكم عليه الطوق الاعلامي للحيلولة دون تمكينه، والابطاء من سرعته خشية وصوله لهدفه وللتعطيل عليه ما امكن . وفي هذا اشارة على مدى تقدم الحزب في مشروعه .

3- التركيز على اعطاء ما تسنى بالحركات الاسلاميه المعتدله فرصه لتضرب مشروع الخلافه ولذلك لايهام المسلمين بأن وجود هؤلاء المشايخ في الحكم هو وجود للإسلام . فاستوزر المستوزرون ودخلوا الحكم هنا وهناك وتملقوا ودخلوا البرلمانات في محاوله على الاقل لتمزيق الساحه عند المسلمين وضرب اجماع المسلمين القائم على ضرورة عودة الخلافه بنظام الحكم الكامل بالاسلام ، الخلافة اسما ومسمى في جهازها وقواعدها وانظمة حكمها وقد تعلمت الامه حتى شروط الخليفه وموجبات عزله وانواع القضاه وقواعد نظام الحكم ووجوب الطريقه الجذريه في تطبيق الاسلام ولزوم البيعه وهكذا من الاحكام التي اريد لها ان تطمس والتي خلت منها الفضائيات الخربة عن عمد وتضليل . فهيهات ان ينجح مشروع الكافرين في ضرب المسلمين بالمسلمين ما دام فيهم حزب يصل ليله بنهاره لا يترك قدره ولا وسيله ممكنه الا وحمل منها حمله لديمومة الوعي في الامه واستمرار اليقظه كي تظل على قلب رجل واحد . وان مما فات الكافر هو امر مهم واحد وهو ان اصالة هذه الامه وخيريتها تأبى الخديعة ولو كانت متسترة باللحى والعمائم ولو كانت ممن هو في المحراب قائم، فقد لدغت الامة من قبل وهي لن تلدغ مرتين ما دام فيها رجال الحق لا يخافون في الله ولا يرف لهم جفن من ظالم متجبر .

لقد جمع حزب التحرير من الاسلام زادا ثقافة هي الزاد وهي دوما في ازدياد وقد بذر من خلالها بذار رجال الحكم والدولة في تربة هذه الامة لتعيد فيها حكمة الصديق، وحزم عمر وحلم عثمان وفطنة علي رضي الله عنهم وعدل ابن العزيز واستقامة ابن المسيب وجرأة العز بن عبد السلام وعلم الشافعي ليعيد فيها نبض الحياة الاسلاميه يخفق فيها قلب الامه .

لقد وصل الحزب اليوم بالخير ينشره وبالفكر الاسلامي يشرحه وبزرعه في القارات اجمع يحشد الطاقات في العالم الاسلامي وفي بلاد المسلمين ويرفدها ويدعمها من كل مكان نعمل فيه في كافة اصقاع العالم لتلتقي الجهود المباركه على امر قد قدر وبإذن الله عما قريب وبالاسلام سيحكم ويقتدر .

وانه وبفضل الله قد حدد الحزب في مرحلته الآن التركيز على تحديد بوصلة الامة نحو هدفها لاستئناف الحياة الاسلامية، فقد جلّى لها الآراء التي اشكلت على من سلف فحلها حلا يطمئن وقد حمل لواء الدعوه للإجتهاد والّف في الاصول وتبنّى طريقه في الاجتهاد وانجب علماء افذاذ ليعيد للامة سيرة العظماء في الفقه واصوله والتفسير والجديث وعلومه لتخطط الامه والدوله منهجا يعيد لها سيرتها الاولى سيرة الصحابة والتابعين في العلم والفقه . وقد برع الحزب في الفكر حتى استطاع بفضل الله ان يهزم مبدأين كاملين في ميدان الصراع الفكري هما المبدأ الإشتراكي والثاني الرأسمالي حتى شهد له هذا العصر وشهد له كل من دخل له في الاسلام وحمل الدعوه ممن كانوا اقطاب في الاشتراكيه وقد برع الحزب في الوعي السياسي وهو يذود عن الامه ويكشف المؤامرات والدسائس ويحذر ممن هو قادم ويتبنى المصالح الحقيقيه للأمه ويكشف هيكل العلاقات الدوليه وسلاسل ارتباطات العملاء فيها سيما ممن هم حكام وممن هم في الاوساط السياسيه والفكريه وهو يعد الامة بالمزيد ويحضر ملفات زاخره بالوعي والاحاطة للدولة كي تقوم صلبة وقوية باقدام راسخة تطبق الاسلام وهي تدرك ما يحيط بها من علاقات دوليه .

وان الحزب بفضل الله فيه من الطاقات والخبرات والتجربه ما يؤهله لهذه المهمة بكل ثقه وقوه وهو انما يجمع هذا الخير انما يجمعه في كنانة هذه الامه فهو منها ومعها وبها يصنع مجدها ويعمل على أن يسعى بذمة اعلاها ادناها ويجير ادناها على اعلاها . لقد كان الحزب من قبل يقول للأمه وهو في اشد ظروفه ويصدقها بأنه يطرق باب المجتمع ليفتح له حتى فتحه الله له وهو اليوم يعد الأمة بوعد الله ولا يكذب الرائد أهله فكيف به وهو يعد بوعد ربه بأنه الآن يطرق باب الحكم والدوله يتضرع الى الله بأن يفتح على يديه في أي لحظة ، حتى يتم الله له هذا الامر الذي بدأه وهو اليوم يثق بموعود الله اكثر من أي وقت مضى وهو قد اخذ بكل سبب لم يترك باب خير لأحد ولا يزال . وكل من قرأ وسمع وجلس يشهد بذلك فأما ان يسارع ويعاضد وإما أن يفر ويعاند فيالسعد مَن عاضد ويا لبؤس مَن عاند وقد أزفت ساعة الخير وشتان بين من أنفق من قبل ومَن انفق من بعد أن اهمل وأصر أن يكون مع كل قاعد .
قال الله عز وجل : " ... لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(10) " الحديد

إن الشر قد وصل الى نهاية حده فهو في ادبار وان الخير قد بلغ به الحد الى بداية عصره فهو في ابهى اقبال وإنا لن ندلس على احد والكل يعرف هذا منا ويعلم الصدق فينا من غير ان نفخر فوعدنا وعد ربنا وركبنا ركب الخلافه هل يماري في ذلك أحد ؟ . وانها لهي وعد صدق وبشرى خير وعد الله بها العاملين وسيكرم بها عباده المؤمنين فأي وعد أحق من هذا وأصدق !! فإلى العاملين بشرى والى القاعدين نذير والى المدكرين ذكرى أولمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد . فلترفع الهمم ولتلتف الجهود حول حزب التحرير لتكون الايام المقبله ايام فواصل تفارق بين ايام الجاهليه وميتتها وايام الاسلام وحياة في ظل حكمه .
قال الله عز وجل : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) " النور
" ... وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51) " الاسراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق