السبت، 7 مارس 2009

وحدتنا حقٌ شرعيٌ لنا ...بها نرفعُ مظلمةَ التجزئةِ عن أمتِنا

بسم الله الرحمن الرحيم

وحدتنا حقٌ شرعيٌ لنا
بها نرفعُ مظلمةَ التجزئةِ عن أمتِنا


الوحدة هي أن يصبح المتفرقون كواحد رأياً أو قولاً أو عملاً أو جميعها معاً، وهي تنشأ فطرياً بدافع إنساني لطبيعة تكوين الإنسان والتي تقوم على النقص والاحتياج إلى الغير وعليه ترتفع وتقضى حاجته ويسد نقصه كفرد بالتحامه مع ثان ،ومع ثالث يكون أقدر ، وهكذا يصبح الجميع على رأي رجلٍ واحد، فيصبحوا سنداً وسداً منيعاً ، قادرين على قضاء حوائجهم والقيام بمهامهم التي كانوا لا يقوون عليها متفرقين .

فالوحدة قوة بديهياً وهي صنو الرابطة أيُ رابطة وهي لازمةٌ لها لزوم الروح للحياة فلا حياة بدون روح ولا وحدة بدون رابطة، فوحدة العائلة تقوم على الرابطة العائلية، وكذلك الوطنية والقومية والعقائدية المبدئية، وعليه فان مسعى الإنسان للوحدة فطري وهي إما أن تظل على الأساس الفطري أو تنشأ على أساس عقائدي، فالرابطة الوطنية تنشأ عنها الوحدة على أساس وطني ، وأقل منها الرابطة الأسرية التي تنشأ عنها الوحدة العائلية وهي لحمتها ترتفع بها لإنجاز حاجاتها وهي تصرف الطامعين والمغرضين ما بقيت، وكذلك الوحدة على أساس قومي إلا أن الوحدة على هذه الأسس منشأها عاطفي فحسب فهي سهلة التعرض للزوال وللقضاء عليها بزوال الأمر العاطفي وبعبارة أخرى فان الوحدة على هذه الأسس تفقد زخمها بسهولة المساومة عليها.



فيمكن لابن العائلة ومن السهل على الوطني والقومي أن يغرر بهم وأن يصرفوا عن الوحدة لمجرد تهديد يراه أحدهم أعظم من المخاطر التي يدفعها عن العائلة أو الوطن أو القوم في ظل الوحدة، أو إغراء يراه أعظم مما يسعى لتحقيقه بوحدته مع عائلته أو قومه أو وطنه وعليه فان الوحدة على الأسس العاطفية عرضة للمنازعات والاختلافات والمساومات مما يظهر أن الوحدة على أساسها إنما هي أوهن من بيت عنكبوت، والأمثلة على ذلك كثيرة ظاهرة في النزاعات العائلية التي أدت إلى تشتت الكثير من العائلات إلى الكثير من العمالات كمصير الكثير من القوميين والوطنيين مما أدى إلى الكثير من الإخفاقات والانحرافات وهدر الطاقات والأوقات والجهود المخلصة مما يظهر بجلاء أنها وحدة مهلهلة وضعيفة لا تصمد أمام النزاعات الداخلية ولا المؤامرات الخارجية لأن أي عمل يقوم على أساس عاطفي خال من الأساس العقائدي فانه سرعان ما يعالج أو يتلاعب به فيتغير من المظهر الحالي إلى مظهر آخر مما يؤدي إلى زوال آثار المظاهر دائماً وتغيرها من حال إلى حال مما يبرهن على خطر الوحدة على على أساس عاطفي صرف يخلو من الأساس العقائدي المتين المنقذ من الانحطاط بل والمحقق للنهضة وهذا ما ثبت تاريخياً في النهضة العظيمة التي وحدت العرب والعجم على أساس لا اله إلا الله محمد رسول الله، كانوا قوة رادعةً يعيشون رخاءً وأمناً وعزة وأنفة ووحدة على هذا الأساس المبدئي الرائع الذي يوحد الإنسان بالإنسان ، ومن جهة أخرى فان الوحدة الأممية العقائدية لا تتأثر بالمثيرات والمساومات لأن منبعها فطري عقائدي وهي تجمع العالم على طمأنينة القلب وقناعة العقل فمنبعها الإيمان القلبي المبني عل الدليل العقلي فهي متينة مبنية على أساس راسخ لا يتطرق إليه أي ارتياب ، أساسٌ يسعى لجلب المصالح وتحقيق عظائم الأمور يدفع بقوته أعظم المفاسد والمهالك.

وبالتالي فان الوحدة على هذا الأساس لا تخضع للمساومة على المصالح أو درء مفاسد فهي تحقق أعظم المصالح ، و هذا الأساس-أي المبدأ الصحيح - يقود إلى النصر والتمكين في الدنيا و إلى جنة عرضها السماوات والأرض في الآخرة ويدفع أعظم المفاسد والمهالك في الدنيا والآخرة وهذا أمر جليٌ ظاهر الوضوح، ولا أدلَ على ذلك من الأثر التاريخي الذي أحدثه ، فان الوحدة على أساس مبدأ الإسلام قد ضربت أروع الأمثلة في الوحدة الإنسانية واستمرارها طيلة أربعة عشر قرناً جمعت بين الأبيض والأسود، العربي والأعجمي والقوي والضعيف وبين البلاد الفقيرة والغنية في أروع نموذج وحدودي في التاريخ تفخر به على الدنيا بأسرها، عاش العالم فيها ازدهاراً فكرياً واقتصادياً وعلمياً لم يشهد التاريخ مثالاً له، فيها تكافئ الناس بدمائهم وأموالهم وسعى بذمتهم أدناهم وكانوا يداً على من عاداهم و كانوا على قلب رجل واحد.

لقد امتدت هذه الوحدة وتعاظمت حتى وصلت الصين شرقاً إلى قلب أوروبا غرباً، فقويت هيبةً وارتفعت شكيمةً حتى هابتها الأمم فكانت تابعةً أو مصالحةً أو محالفة، ومما يلفت النظر أن أطراف هذه الوحدة سحقت التتار في عين جالوت ودخل قسم منهم الإسلام وهذا الطرف نفسه سحق الصليبيين في حطين، مما يشير بوضوح تام بدلالة قطعية أكيدة أن النموذج الوحدوي على أساس مبدأ الإسلام هو المخرج المخلص للبشرية الذي تصل به إلى السعادة في الدنيا والآخرة، إن مما لا شك فيه أن جميع البشر على الإطلاق يجمعون على مظهر الوحدة وأنها حق إنساني بها التعاون والقوة والإنتاج والأمن والسعادة وبالمقابل فإن التفرقة والتجزئة وتوجد الاختلاف و التشرذم والضعف والانحطاط والشقاء ، كلها شذوذ و خلافٌ للطبع البشري كما أن العمل على التجزئة والدعوة لها إن كانت من الداخل فهي خيانةٌ وندامة وان كانت من الخارج فهي ظلم وشذوذ مستقذر ومستحقر إنساني وأعظم مثال تاريخي مشهود هو الشر المستطير والظلم العظيم الذي تعرضت له الأمة الإسلامية في وحدتها جرّاء التجزئة التي تعرضت لها بداية من اتفاقية سايكس-بيكو التي تقوم على تجزئة البلاد والعالم الإسلامي إلى دول فتات هزيلة لا تلوي على شيء حيث كان مقياس التجزئة يقوم على درجة الضعف التي لا تستطيع أي دولة منها أن تذود عن حماها أو تحقق مجداً ولا حتى أن ترد يد لامس، و انتهاءًً بالمحاولات المستمرة التي يسعى من خلال أعداء الأمة لإبقائها متفرقة متناثرة متناحرة ، والأنكى والأحقر من ذلك هو أن أي محاولة للدعوة إلى أي وحدة ولو بين قطرين تجابهها وتقهرها الدول الماكرة الكافرة سيما وأنها عندما أوجدت وصنعت هذه الدول صنعت معها ولها رأياً عاماً يقوم على حقها بالسيادة على حدودها وأن أي تدخل في وضع هذه الحدود هو انتقاص من سيادتها واعتداء على كرامتها، في مسعى خبيث منها لحرف الحقائق بل لقلبها وتزيفها، وعليه فان أي مسعى للوحدة وخصوصاً على أساس عقدي مبدئي إنما هو اعتداء على حق الغير وانتقاض له في حقه بالتجزئة والتشرذم والتقزم والتفرق !!! نعم هذا هو ديدنهم المفضوح في حرف الحقائق استخفافاً بحقوق وعقول الشعوب والأمم الأخرى، نعم إن هذا التزييف للرأي العام لهو حرف لأكبر الحقائق في التاريخ يبتغون منه إصابة المسلمين في مقتل لا يبقى لهم مسحة إسلام أو قوة أو نهضة ذلك أنهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة فكيف بالمؤمنين وهم أمة واحدة موحدة على مليار ونصف مليار عسكرياً واقتصادياً وسياسياً على أساس عقيدة الإسلام المبدأ الصحيح الذي قد جعل ويجعل من الأوغاد قادة ومن العبيد سادة الأمر الذي يهدد التفرد الدولي الكافر ويقضي على الظلم الواقع ضد الشعوب والأمم المغلوبة على أمرها نعم لكل هذا أو ذاك فان الغرب الكافر سعى ولا زال لقلب الحقائق رأساً على عقب يوجه عبيده وشياطينه من الإنس وأبواقهم - الجيش الجرار - من مفكرين وإعلاميين ووسائل إعلام ليزخرفوا القول غروراً فيظهروا الحق باطلاً والباطل حقاً.

فأصبح مطلب الوحدة -التي سلبت بالحيلة والغدر ، الوحدة والأنفة التي كانت الأمة بأعلاها وأدناها عرباً وعجماً وذميين - يهود ونصارى ومجوس - يفتخرون بها على الدنيا - الدولة والوحدة وأمنها - يحسب لها العالم ألف حساب. هذه الوحدة أصبحت الحقيقة المزيفة الجائرة تقول بأنها اعتداء على حقوق الغير وخروج عن الفطرة السليمة وخروج عن الإرادة الدولية وأعرافها وبالمقابل فان الحدود التي مزقت الأمة واغتالتها على عين ماكرة بصيرة أصبحت بسببها لا تلوي على شيء نهباً لكل طامع لهي الحق المبين والصراط المستقيم بل هي الحق والحقيقة والنور الساطع - قاتلهم الله أنى يؤفكون - نعم إن ثمرة هذا التزييف للحقائق أن تذبح خير امة، امة المليار ونصف، امة الشرف والعزة والسؤدد تذبح ذبح النعاج عز عليها وأذلها القاصر وطفا وتجبر عليها الكافر أصبحت نهباً لكل طامع. وعليه فان أي محاولة للوحدة تستحق أن تضرب محلياً وإقليميا ودولياً وتجيش لها الجيوش ويحشد ضدها رأي عام مهيب لأن في ذلك اعتداء على حقوق الغير وسيادته، فالتفرقة والتشرذم حق إنساني مكفول ومحمي ومحترم دولياً، فهل تسلم أمة الإسلام بقدرها وتسقي أبنائها وأحفادها حليب التشرذم ذله وعاره وشناره وصغاره ؟!

إن الحقيقة القطعية الأكيدة والإنسانية أن الوحدة منبعها فطري وقوتها واستقامتها وسعادتها واستمرارها لا يكون إلا على أساس عقدي وعقلي روحي وهي بالنسبة لأمة الإسلام أعمق من أن تقتلع وأعظم من أن تجابه وأعلى من أن ينالها عدو الأمة إن قررت الأمة قرارها في وحدتها فهي شأنها وقضيتها ومصيرها إن أرادت زمجرت واندفعت من غير أن ترى أحداً أمامها لتخر لها الجبابرة ساجدين صاغرين تزيلهم كأضعف من بيوت العنكبوت ، لأن الوحدة عريقة في تراثها التاريخي والتشريعي والعقائدي عدا أنها حقها الشرعي الإنساني، علاوة على أن الوحدة عليها إجماع إنساني من الصين وملياره في أقصى الشرق ومروراً بأوروبا ووحدتها الاقتصادية......واحتفالات وحدة برلين وانتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية على اختلاف أشكالها الاتحادية والوحدوية وبالمقابل فان أي مسعىً للتجزئة والتفرقة على أي شكل أو نحو فيه ذهاب لريح الوحدة وخروج وشذوذ عن الفطرة الإنسانية فأي قوم لا يقبلوا ولن يستسيغوا من أي أحد أن يهدد وحدتهم وأن يفرق صفهم ؟؟! إن الوضع الطبيعي والإنساني أن لا تقبل التجزئة في الأعراف الدولية لما تخلق من ضياع ودمار و ذل وعار وشنار فهي مأساة وكارثة إنسانية تهدد بقاء الأمم والشعوب وخصوصاً الأمم المبدئية صاحبة الرسالة وهذا الوضع لا يحصل إلا بالتآمر وتزيف الحقائق حسداً وغيظاً وهذه آية الشذوذ العقلي والإنساني ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم ).
إن ما أوجبه رب العالمين كان واضحاً في صدر هذه الآية حيث قال:( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) بأن أوجب على أمة الإسلام أن تقوم وتكون وتبقى امةً واحدةً في كيانها واقتصادها وبلادها وسياستها وحكمها تكون أمة واحدة في دولة واحدة تحت راية واحدة يحكمها خليفة واحد لعبادة رب واحد لا شريك له، نعم بدون حدود أو سدود توحدها قاعدة وشعار ( إنما المؤمنون أخوة ) وهذه وصية الرسول r و أولى قواعد بناء الدولة الإسلامية العريقة التي وضع أول لبنة فيها في أول ميثاق ( وأن المسلمين أمة من دون الناس ) فسلم المسلمين واحدة وحربهم واحدة تتكافىء دمائهم وأموالهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد واحدة على من عادهم قد ملأ صدورهم وعقولهم ما يرددون ويرددون ويطبقون ما قاله وأوجبه نبيهم:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى السهر ) وقوله r:(المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ).

نعم إن تراث امتنا ومجدها ينبع من أعماق أعماقها وهذا واجب من أوجب واجباتها بل وقضية مصيرية تموت من اجلها وهي من أهم أسس علاقتها وأعرافها. فالوحدة بالنسبة لنا لهي أعمق وأعرق من أن تقتلع وأوضح من أن تحرف وأعلى من أن تنال أو تهان هذا هو الأصل فابن طنجة هو أخ لابن جاكارتا وستبدي الأيام عن قريب إن شاء الله لأولي الألباب ولغير أولى الألباب وبالدليل القطعي والتاريخي كيف أن ابن طنجة كيف كان يسعى للوحدة والخلافة مع ابن جاكارتا من أقصى بلاد المسلمين إلى أقصاها ومن أبعدها إلى أبعدها بجهود كريمة مخلصة أمينة عن إيمان يقين أن الوحدة أملهم ومصيرهم الحتمي شاء شذاذ العالم وأقزامه المعتدون أم أبوا وهذا هو أمل وعمل جميع المسلمين في كافة أصقاع العالم الإسلامي، نعم إن أمة الإسلام وهي تردد قول رسولها الكريم:( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) تدرك أنها مأمورة بقتله وان كان خليفة غير آبهةٍ بمن يريد أن ينال من وحدتها ، سر قوتها وعزها ومجدها، وهي تقرأ بملء فيها قوله عليه الصلاة والسلام:( من آتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان ). فإنها تشدخ نافوخه ولو كان حفيد الرسول r وليس فقط يدعي أنه من آل بيته.

إن هذه الحقيقة الكبيرة التي ملأت الدنيا ، و هذه المعاني العظيمة تقع في عقل الأمة وأعماقها موقعاً ومرتقاً صعباً. ستحاسب وتعاقب على أساسه كلَ من ساهم ويساهم في أي قول أو فعل أدى إلى التآمر على وحدتها أو أي قول أو فعل يحول بينها وبين وحدتها.

إن ما نقوله لشعوب وعقلاء العالم قاطبة أننا نطلب حقنا في وحدتنا التي نسعى بها بالعالم أجمع للخروج من هذا الشقاء الشقي للوصول إلى التحرير الحقيقي للنجاة والسعادة لننقذ العالم من جور الرأسمالية وويلاتها لتعيش عدل الإسلام ونعيمه ومن ضيق الدنيا وتسلط واحتكار الرأسماليين إلى سعة الدنيا والآخرة وأن ما يصدق قولنا إنما هو فعلنا فهاكم تاريخنا العريق يشهد له كل من انضوى تحت وحدتنا التي أدت كل حقوق الرعوية وعلى أساس أن كل من يحمل تابعيتنا يصان دمه وعرضه وماله ونذود عن حرماته كائناً من كان، قائدنا وقدوتنا رسولنا القائل:( من آذى ذمياً فقد آذاني ) فان ما نطلبه من العالم اليوم أمرٌ في غاية البساطة وفي غاية الأهمية لخيرنا ولخيره إلا وهو أن يكف بأس وشر جيوشه عنا إذا أردنا أن نأخذ على يد الأنظمة المراهقة الشاذة العميلة الخارجة عن أرادتنا التي جثمت على صدورنا، وإننا نعلن ونؤكد أن هذا شأن داخلي بالنسبة لنا يخص أمة بعينها فهو ليس أمراً أممياً ولا يجوز حتى أن يبحث بشكل دولي أممي، فان حق امتنا الطبيعي أن ترفع هذه المظالم عنها وأن تزيلها برأيها ولو بقوة السلاح، وعليه فإننا نطلب وبشكل خاص ومباشر من العدوة أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومن شايعهم أن يكفوا بأسهم عنا وأن يخرجوا من بلادنا وأن لا يتدخلوا في شؤوننا الداخلية والخارجية فنحن أحمل بالوصاية عن أنفسنا وحتى عن العالم كله وبكل مشاكله ومصائبه بالفعل وليس بالقول، من منهم يقبل بأن نتدخل بشؤونه الداخلية والخارجية عدا عن قبولهم أن نمعن ببلادهم تقسيماً وبأموالهم نهباً وبدمائهم إراقة و إزهاقا مع أننا كأمة إسلامية أرفع من ذلك وتاريخنا لهو خير حكم علينا وكيف أننا إنما كان سعينا بالإنسانية سعياً لرفعتها من أدنى دركات الحيوان إلى أعلى درجات الإنسانية وكيف أننا كنا منارة الدنيا علماً وتقدماً ورفاهاً واستقراراً.

إننا نقول للعالم بأن إقرار المليار هندي والمليار صيني وآلاف ألاف الملايين من الأوروبيين والأمريكيين على كافة أشكال الاتحاد والوحدة لهو ذاته الحق والإقرار الإنساني الواجب الذي يجب أن نأخذه فهو حقنا كما هو حق غيرنا، إن فتوى العالم بتجريم وحرب وقتل بل حرق كل من يعتدي على أشكال الوحدة المتعددة لهي نفس الفتوى التي ستصدر عنها لا تزيغ عندما نأخذ حقنا ليس أكثر ممن اعتدى على شرف وحدتنا وعزتنا ومجدنا. وبناءً عليه فان الحقيقة التاريخية تنطق بفضح التزييف البشع للحقيقة أن تدعي أمريكا وبريطانيا باسم مجلس الأمن وباسم الإدارة الدولية - زوراً وبهتناً - أن أي مسعى لإزالة الحدود التي جزئت العالم الإسلامي جعلته شذر مذر بأنه مسعى اعتداء على سيادة الغير فمن هو الغير ؟
هل يقول عاقل بأن رفع ذل معابر الحدود المفروضة جبراً وقهراً على عامة الناس دون الزعماء والأجانب، هل رفع ذل هذه الحدود اعتداء على أحد أم هو رفعٌ لظلم إنساني ؟ إن الحقيقة المرة أن آلاف آلاف المسلمين يذوقون شتى أصناف الذل والقهر والمرض والجوع والبرد والحر يفترشون الأرض ويلتحفون السماء غالباً بسبب وجود هذه الحدود ومعابرها إلا يجمع العقلاء على أن رفع هذه الأشكال ولو بقوة السلاح وبإرادة أمة حق طبيعي إنساني مكفول يجب أن يؤيد ويناصر ؟ أليس هذا شأن داخلي بالنسبة لأمة الإسلام ؟ أم أن ابن (شيكاغو) أو (واشنطن) أو (برلين) هم الذين يذوقون هذه المرارة من القهر والظلم حتى نقول أن إزالة هذه الحدود هو شأن داخلي بالنسبة لهم فلهم أن يعترضوا أو يمانعوا، ليت شعري لو أن (جورج) و (بلير) و(شيراك) هم من يذوقون ما يذوقه المسلون لقامت الدنيا وما قعدت كيف لا وهم يقيمونها ولا يقعدونها على رؤوس المسلمين زوراً وبهتاناً، فهل يكف هؤلاء الأغيار شرهم عنا ؟ أولا يكفيهم أنهم قتلونا ألف مرة يوم تدخلوا بشؤوننا وقتلوا وحدتنا ؟ يوم وضعوا ونفذوا سايكس-بيكو وغيرها ولا زالت جيوشهم تذيقنا من قتل وتدمير يذبحون خيرة أبنائنا ويستحيون نساءنا على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ألا يعلمون أن ذاكرتنا امتلأت وأن قلوبنا قد فاضت وتفطرت غيظاً ولن يشفينا إلا أن نندفع ونزمجر بقرار وحدتنا لتحرير العالم من الظلم أجمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق