السبت، 7 مارس 2009

أجواء جماعة الحزب و الدولة أجواء حفظ والتزام


بسم الله الرحمن الرحيم
أجواء جماعة الحزب و الدولة أجواء حفظ والتزام .

إن من أعظم ما يسعى إليه المرء ويجتهد في تحقيقه هو أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما طيلة حياته سيما أمام تحدي الطاقات الحيوية بمظاهرها الكثيرة و المتجددة مع استمرار الحياة إضافة إلى تحدي المثيرات المتنوعة في ظل ظروف بنيت بدهاء من الكافر يركض فيه الإنسان وراء الحياة كما يركض الوحش في البرية هذا كله بالإضافة إلى شياطين الإنس والجن اللذين يقعدون بكل مرصد كحجر عثرة أمام أي التزام وكمنزلق فتنة تهوي إلى أسفل الدركات. مصداقا لقول اله عز وجل " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ "وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) وقوله (الا إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله الجنة ) .

بالرغم من كل ذلك فان الله عز وجل قد جعل لكل شيء سببا و ان كان عاليا ومنيعا و بفضله مخرجا , فما هي الأسباب التي نفر بها إلى حب الله ورسوله ونجعلهما أحب الينا مما سواهما ؟ .



وبالاتكال على الله أقول أن من أهم الأسباب التي جعلها الله في هذه الحياة أن ارتباط السلوك بالمفهوم حتمي حيث لا يقوم الإنسان بأي عمل على الإطلاق ألا وفق مفهوم , إلا أن ارتباط السلوك بالمفهوم من جهة ثانية اجتماعي - بمعنى أن فيه قابلية التغير والتبدل تبعا للظروف والمثيرات والقناعات – فمثلا إذا تعرض شخص ما لحادث في بغداد أمام شخص مسلم فان غريزة النوع تدفعه بمظهر الإنقاذ لينقاد بمفهوم وجوب إغاثة الملهوف فإذا اثر عليه شخص من بعيد وقال له يا فلان انه أمريكي محارب فانه يحجم , وإذا هتف آخر يقول انه أخي انه رجل مسلم فإنه سيعود مسرعا لإنقاذه وهكذا وبهذه الصورة نلاحظ أن ارتباط السلوك بالمفهوم حتمي من جهة , بمعنى لا يكون هناك سلوك إلا بمفهوم ما , واجتماعي بمعنى فيه قابلية التغير والتبدل من جهة أخرى ليتشخص لنا واقع الإنسان الذي نريد البحث عن الأسباب التي من شانها أن تحفظ سلوكه كانسان مسلم من أي زلل أو انحراف ما أمكن ووضعه ضمن جو إيماني و اسيجة تحميه من إن يكون في مهب الريح أو تتقاذفه أمواج الضلال كي يصل إلى اعلي درجات السمو الإنساني حيث يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .

إن السلوك الإنساني محل البحث هو عبارة عن الإعمال والتصرفات التي يقوم بها لإشباع طاقاته الحيوية و إن من المعلوم أن الطاقات الحيوية تنقسم إلى غرائز وحاجات عضوية تتحرك بمثيرات منها داخلي وأكثرها بل ومعظمها خارجي وهذه المثيرات هي إحدى زاويتي العلاج والحل ضبطا وتحريكا وتوجيها , فمثلا تمنع كل دواعي الاختلاط المجون والفساد وفي الحياة الإسلامية لضبط مثيرات الميول الجنسية بفرض إحكام العقوبات على كل ما يؤدي إلى الفساد من تصرفات من جهة ومن جهة أخرى التشجيع على الزواج والتهيئة لأسبابه من قبل الدولة الإسلامية وإشاعة أجواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنصح والمحاسبة لبناء الأعراف الإسلامية وتوجيه الناس نحو أجواء الحياة الجماعية و زخمها ومن ذلك إشغال الناس بما اوجب الله عليهم من فرض الجهاد لحمل الإسلام رسالة إلى العالم وذلك لضبط المثيرات الصحيحة لغريزة التدين وهكذا .

وأما الزاوية الثانية فهي القدرة على التحكم بربط المفهوم بالطاقة على نحو نضبط بها السلوك بوضع نضمن عدم الانحراف والافتتان ما أمكن على نحو يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما وهذا الوضع لا سبيل له إلا بإحدى أمرين الأول ليس بأيدينا وهو أمر العصمة وهي للأنبياء خاصة من الله عز وجل وهذا ليس محل بحثنا وأما الأمر الثاني وهو لا يعطي نتيجة في سلوك الإنسان يكون فيه معصوما بل يكون على درجة من الالتزام بأعلى وأرقى نموذج بشري كنموذج الصحابة وخيارهم فهو أمر ممكن وليس بمستحيل لمن يسر الله له العمل بأسبابه وهي الأسباب التي توجد أجواء دائمية إيمانية مفعمة تبعث بإشعاع وحرارة تشكل المثير ألدائمي لربط الالتزام بأمر الله ورسوله كمفهوم يرتبط بأعلى وأقوى مظهر على الإطلاق في الطاقات الحيوية بالنسبة للإنسان وهو مظهر حب الذات .

ذلك أن مشكلة تناقض السلوك عند تناقض المفاهيم اظهر ما تظهر في حالة تنازع واختلاف المثيرات مما يؤدي إلى ترددها – أي المفاهيم حضورا وغيابا وتعارضا وفي هذه الحالة فان أقوى مثير هو الذي يحرك أقوى مظهر واغلبه في مظاهر الحاجات والغرائز وبحسبه يكون السلوك قد بني في المحكات والأزمات على تقديم أقوى هذه المظاهر على الإطلاق وهو ما يتعلق بحب حياة الذات بحسب ما تعلق به من مفاهيم وهناك أمثلة على ذلك . الأول وهو ما حصل مع ياسر وسمية وعمار رضي الله عنهم بعد خضوعهم لأشد أنواع العذاب يسامونه ليرتدوا عن الإسلام لقاء حياتهم في الدنيا , فيظهر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإشعاعه وحرارته قائلا (صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة ) , ليجلي لهم أين يتجهوا ليحافظوا بحق على أنفسهم في حياة سرمدية عند المساومة بين البقاء على أنفسهم لقاء حياة قصيرة في ردة أو حياة سرمدية في نعيم و عزة , وعليه ظهر موقفهم بصراحة الجواب والله إنا لنجد ريحها يا رسول الله , فحب ذاتهما فهماه باستمرارهما على الإسلام وعدم قول كلمة الكفر بينما الصورة مع عمار أن كان هذا المفهوم قد ضعف في نفسه لحظة أن قال كلمة الكفر لان مفهومه المتعلق بحبه لذاته كان ظاهرا باختياره للحياة الدنيا على الموت تلك اللحظة لقوة المثيرات المادية التي تغلبت عليه الأمر نفسه حصل في المثال الثاني مع الرجلين أمام مسيلمة إما احدهما فقد كان المفهوم المتصل بحب حياته لذاته قد تصوره بالجنة لقاء صبره واستشهاده وأما الآخر فقد غاب أو ضعف عنده هذا الربط . وأما الثالث فهو موقف خبيب بن عدي رضي الله عنه حين قال :

ولــــست أبالي حيـــن اقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي

مما يوضح بجلاء أن أقوى المفاهيم واحضرها ربطا بحب الذات كمظهر لغريزة البقاء هو الذي يتقدم ليسلك الإنسان على أساسه, وعليه فان حجم وزخم المفاهيم المتعلقة بتصور الحياة وقوة حضورها وغيابها والنظرة العقائدية حضورا وغيابا هي السبب المباشر في تقدم المفاهيم المسيرة للسلوك, وهذا هو الأمر الضروري انجازه وإحاطته والمحافظة عليه لإيجاد وضمان أعلى التزام وخصوصا زمن المحن والمنح ووقت الملمات والمهمات وفي ظروف الفتن والمحكات والمعضلات وقد يقول قائل أن الأمر بسيط حيث يجتهد المرء باستحضار الأمور العقيدية دائما ويقرا القران باجتهاد واستمرار ويذكر الموت وما بعده من بعث وحساب وجزاء ويجتهد بتقوية نفسيته بالطاعات والمندوبات والقيم الذاتية الرفيعة فيهون عليه أي أمر يؤدي إلى فتنته وسقوطه بأذن الله ليظل بذلك أصيلا مهما لحقه من جور أو عسف واضطهاد, أقول إن هذه الأمور ضرورية ومطلوبة وباستمرار على الصعيد الفردي ولكن يبقى سلطان الفرد في سنن الحياة إذا بقي بفرديته فانه نادرا ما يثبت إمام هيبة السلطان وسطوته وفي الغربة وفي جريان الشيطان مجرى الدم من ابن ادم وسلطان ألجماعه إذا أوسد الأمر إلى غير أهله كل هذه العوامل رهيبة ضاغطة, لذلك لا بد من اسيجة وأجواء تحمي المرء وتحيطه يبني نفسه ونفسيته ليرتفع بها سلطان الفرد, وان أجلى وأعظم صورة تظهر فيها محبة الله ورسوله على ما سواهما هي وقت المحن والابتلاءات.

وللبحث عن هذه الأسيجة والأجواء التي تبني النفس وتوطد العزائم على ربط أقوى مظاهر الطاقات الحيوية على الإطلاق وهو حب حياة الذات بحب الله ورسوله وذلك بإيجاد التفسير الحقيقي والمحافظة على الحقيقة القطعية الوحيدة إلا وهي انه لا يتأتى للمرء المحافظة الحقيقية على حياته السرمدية إلا بجعل الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وان تقديم وحب أي شيء سواهما لهي خيانة للمرء لنفسه وشذوذ عن جادة الصواب ينزلق بذلك من أعلى الدرجات إلى أسفل الدرجات وان هذا المفهوم يوجبه الإسلام ويسعى دائما لبقائه عند كل مسلم.

إن أعظم نموذج في الانضباط بهذا المفهوم هو الصحابة رضي الله عنهم فهم إذا محل البحث والدراسة لقراءة الأسيجة والأجواء التي عاشوها وبنتهم على أن الله ورسوله أحب إليهم مما سواهما ليظهر اثر ذلك بجلاء في حياتهم ورشد مواقفهم وقت انتشارهم في أصقاع الأرض ينشرون الإسلام لا تهم احدهم بفرديته غربة ولا رهبة ولا أي قوة.

لقد عاش الصحابة فترة بنائهم في أجواء و أسيجة مجتمعه شكلت جوا إيمانيا مفعما, وإشعاعا وحرارة جعلت منهم خلقا الله ورسوله أحب إليهم مما سواهما في كافة الظروف والأحوال وبأعلى درجات الالتزام والانضباط مما جعلهم معصومين عن الخطأ في النقل في مجموعهم ومحل عدالة وثقة واهتداء بفرديتهم مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) والأجواء والأسيجة التي أحاطتهم هي:-
أولا – حرارة إشعاع الوحي
ثانيا - حرارة إشعاع المعجزات
ثالثا – إشعاع النبي uوحضوره بين أظهرهم.
رابعا – حرارة أجواء الكتلة.
خامسا – إشعاع العيش في جماعة إسلامية أي دولة إسلامية.

نعم لقد صنعت وبنيت منطقة إيمانهم وشخصياتهم على عين بصيرة في ظل هذه الإشعاعات الأربعة ابتدءا لتضاف إليها أجواء الجماعة الإسلامية والحياة الإسلامية في المدينة أجواء الانضباط والالتزام بحرارة قامت على أن الله ورسوله أحب إليهم مما سواهما ويكفي بحق واحدة من هذه الظروف الخمسة لتصنع منهم أعظم نموذج سيما ورسول الله بين أظهرهم عن جابر ابن عبد الله قال:( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ثم يا رسول الله إن أبي اخذ مالي فقال صلى الله عليه وسلم للرجل اذهب واتني بابيك فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله يقرؤك السلام ويقول إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه, فلما جاء الشيخ قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال ابنك يشكوك أتريد أن تأخذ مال ابنك فقال سله يا رسول الله هل أنفقته الأعلى عماته أو خالاته أو على نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ايه دعنا من هذا اخبرنا عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك فقال الشيخ والله يا رسول الله ما يزال الله يزيدنا بك يقينا لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته اذناي..... الحديث) المعجم الصغير ج2 ص152.

والسؤال الذي يرد الآن كيف بأحدنا لو كان مكان هذا الشيخ وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ والله لتحركت منطقة إيمانه لتحيط به بهالة حفظ تبقي فيه إشعاع حب الله ورسوله على ما سواهما من نفس وأهل وولد بكل الظرف وبأشدها ما حيي , ولا أدل على ذلك من قول سيدنا أبو بكر الصديق والله لو كشف لي الحجاب ما زادني ذلك إيمانا .

ليرينا أن منطقة إيمانه قد بلغت الذروة إشعاعا وحفظا وقوة !! كيف لا وهو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ورفيق دربه وثاني اثنين إذ هما في الغار ونلاحظ من ذلك أن اشد الناس التصاقا به صلى الله عليه وسلم وأكثرهم رؤية للمعجزات وعيشا في أجواء الوحي قد بلغ ذروة ما بلغها احد من أصحابه إلا أبو بكر رضي الله عنه .

إن هذه الصور تدل على أن وجود النبي بمعجزاته تضفي حرارة على إيمانهم والتزامهم لتجعل من مفاهيم الإسلام بشكل عام قناعات تمازج نفوسهم لتصبح من الصعب ما يقرب حد الاستحالة السير على غيرها من أفكار بغض النظر عن المثيرات ومن غير تأثر بأي أجواء أخرى.
عن النعمان بن البشير أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال ( الجماعة رحمة والفرقة عذاب ) وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالجماعة فألزموها فان ألجماعه رحمة والفرقة عذاب وما كان الله عز وجل يجمع امة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة ). وعن عجرفة ابن شريح الاشجعي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ثم سيكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق بين امة محمد صلى الله عليه وسلم وأمرهم جميع فاقتلوه كائنا ما كان فان يد الله مع الجماعة وان الشيطان مع من فارق الجماعة يرتكض ).

وقف عمر بين الخطاب بالجابية فقال: رحم الله رجلا سمع مقالتي فوعاها (إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف فينا ثم قال احفظوني في أصحابي...... من أحب منكم بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد ). المستدرك في الصحيحين 1\199.

وعن عطاء بن أبي رياح عن أبي سعيد ألخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تبدوا فان في البدو الجفاء يد الله على الجماعة ولا يبالي في شذوذ من شذ ) إننا نلاحظ من هذه النصوص وغيرها حرص الإسلام الدائم على أن يعيش المسلم كل حياته في ظل سلطان الجماعة الإسلامية لان العيش إما أن يكون بشكل فردي أو مع جماعه والواقع القطعي يدل على إن سلطان الفرد اضعف من سلطان ألجماعه فالجماعة دائما هي المؤثرة والفرد دائما هو المتأثر وقيل وهو قول حق أصلح المجتمع يصلح الفرد للدلالة على أن الفرد لا يستطيع أن يحصن نفسه إلا بالعيش في ظل جماعه إسلامية.

ولذلك حرص الإسلام على أن لا يبات المسلمون فوق ثلاثة أيام بغير خليفة وقدم فرض تنصيبه على سائر الفروض وقابل أي تهديد للجماعة بالتقسيم أو الهدم بالقتل واعتبر ذلك قضية مصيرية ولأمر ما اوجب الإسلام على المسلمين أن يقيموا من بينهم جماعه أو جماعات في كافة العصور والأزمان ليكون من اثر إعمالها وأشرفها الضمانة لبقاء جماعة المسلمين قائمة بالحق ما دامت السماوات والأرض.

والذي يهمنا اليوم هو أن نعض بالنواجذ وبكل ما أوتينا من قوة ورباطة على ما تبقى لنا من هذه الأجواء الخمسة وهما آمران اثنان جماعه الحزب والثاني جماعه الدولة فقد انتهى زمن الوحي باكتمال ألشرع وانقضت المعجزات بانتقال النبي للرفيق الأعلى, ليبقى لنا فرصتان فرصة ذهبية في أجواء جماعية في الحزب الذي يحمل الدعوة, ولا يتأتى لنا بناء نفسيتنا في ظل إشعاعه لنضمن بإذن الله حسن الحفظ و الأمان إلا إذا عشنا أجوائه الجماعية في الدراسة دون ملل وبالاتصالات الفردية والجماعية وبالقيام بالمهمات والأعباء وكل التبعات كيف لا والواقع العملي والتاريخي يثبت أن زخم الأعمال الجماعية الحزبية تشكل إشعاعا ونشاطا يحيط المرء بحاجز سميك يحفظه بإذن الله من أي زلل ليظل حب الله ورسوله مقدما على أي شيء. وهذا ما يفسر بوضوح تام ما يقال وهو حق أن حرارة القيادة هي ما يحتاجه شباب الدعوة غالبا وخصوصا في بداية المسيرة لان القيادة هي من تفرغت وسبقت الكل لتصل ليلها بنهارها تعيش زخم الأعمال والمهمات ما يكسبها ومنطقة إيمانها حرارة إشعاع تحفظها بإذن الله وليحتاجها الجميع بين الفينة والأخرى.

وأما الفرصة الثانية فهي نعيم أجواء الحياة الإسلامية في ظل جماعه الدولة , فهذه قد غابت وعليه لم يبقى لنا إلا أن نصر على العيش في الجو الحزبي الجماعي الدعوي وان نسعى بإصرار وعزم لإيجاد الجماعة الإسلامية باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة لنضيف لأنفسنا حرارة أخرى و اسيجة عالية أخرى تحفظ بها أنفسنا من أي مثيرات فاتنة وتحفظ أيضا أبناء امتنا بإشعاع حرارتها وأجواء التزامه باعتبارها رحمة وفرقتها عذاب ونار .

وبناء على ما تقدم نرى بوضوح ضعف المرء بفرديته وبالمقابل مدى قوته بحرز الأسيجة والأجواء الجماعية لنوقن أن يد الله وتوفيقه وحفظه مع الجماعة وبما توفره من إشعاع حرارة تشكل جوا إيمانيا يدفع دائما نحو الله ورسوله على ما سواهما فلا حياة للمرة إلا الحياة التي ترضي الله فميتة في طاعة الله خير من حياة في معصيته.

ومن ناحية أخرى فان أي عمل يراد له أن ينجح لبناء نفسية الفرد وديمومة تقويتها و حفظها لا يتم إلا بالملاحقة والمتابعة من خلال الجو الجماعي ومن ذلك نظهر حرص الإسلام على صلاة الجماعة خمس مرات يوميا وإنها تفوق صلاة الفرد لا بدرجتين فحسب أو عشرة بل سبع وعشرين ولنخلص بالقول إن أعظم مصلحة يسعى لها أي فرد من أبناء المسلمين يجعل الله ورسوله أحب إليهما مما سواهما وهي أن يظل هذا المفهوم قائما غالبا على أي مفهوم سواه لا يغيب مما يضمن برحمه الله سعادة الدنيا والآخرة ولا يتأتى للمرء ذلك إلا بإحاطة نفسه باسيجة وأجواء جماعه الحزب والدعوة وجماعه المسلمين في الدولة وليضمن برحمة الله دوام العيش في ظل مثيرات وأجواء إيمانيه والله خير حافظا.

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
14 محرم الحرام 1426ه
23 شباط 2005 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق